كل النقاط المهمة التي تبحث عنها في موضوع عن العدل

hanan hikal
مواضيع تعبير
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: israa msry26 مارس 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات

موضوع عن العدل
موضوع شامل ومتكامل عن العدل

يُرمز للعدل في الثقافات الإنسانية قديمًا وحديثًا بالميزان، فالعدل هو أساس الانسجام في أي مجتمع، وهو أمر وسط بين الإفراط والتفريط، وبدون العدل لا يستقيم سير الأمور، ولا يمكن تحقيق الاتزان بين طبقات المجتمع وأفراده.

والعدل من أسماء الله الحسنى والله (جل وعلا) يحث الناس على الالتزام في كافة أمورهم بقيمة العدل، وحتى لو كنت تتعامل مع أعدائك، فإن العدل يجب أن يكون ميزانك، فالله يقول في محكم آياته: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”. –سورة المائدة

مقدمة موضوع عن العدل

العدالة في معناها، تتضمن معنيين أحدهما شامل، وهو العدل الأخلاقي الذي يكون نابعًا من تربية الإنسان وقيمه وأخلاقياته الحسنة، حيث يكون الإنسان رقيبًا على نفسه، ملتزمًا بالاعتدال، يعطي كل ذي حق حقه، ويوازن أموره كلها.

أما المعنى الثاني للعدل فهو معناه القانوني، وهو تحقيق القصاص وإعطاء كل ذي حقه، ويحتاج العدل القانوني إلى قوانين يحتكم إليها، ومحاكم تقضي به، وقوة تنفيذية تنفذ الأحكام الصادرة، أما العدل الأخلاقي فيتطلب منك العدل بين الأبناء أو الزوجات على سبيل المثال.

وللعدل معان أخرى في اللغة العربية كما هو الحال في عبارات مثل “عدل بالشيء” أي ساوى به شيء أخر، أو عدل عن الرأي أي أنه رجع عنه، أو عدل إلى شيء أي أنه أقبل على هذا الشيء.

موضوع تعبير عن العدل

موضوع عن العدل
موضوع تعبير عن العدل

العدل من القيم السامية التي ما سادت في أمة إلا ارتقت، وما غابت عن أمة إلى أفلت وانتهى أمرها، والعدل نقيضه الجور وهو طريق الاستقامة على المنهج الحق، والإنسان الذي يعدل في أموره يضع الأمور في مواضعها، ويؤدي واجباته ويعطي كل شيء قدره، بدون أن يسرف أو يقصر، مع حفظ الأولويات بدون أن يطغي أمر على آخر.

ومن مرادفات العدل “القسط”، وأن تقسط يعني أن تظهر عدلك في الأمور الواضحة البينة، وفي ذلك يقول الله (تعالى): “وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ”. –سورة الرحمن

والعدالة هي أن لا تنحاز لطرف على حساب طرف آخر إذا ما تم تحكيمك بين طرفين، وهي رؤية مبنية على قوانين موضوعة من قِبَل البشر وشرائع منزلة من الله في رسالاته السماوية، وتهدف العدالة إلى إحقاق الحق وإعطاء الناس حقوقهم وحماية المجتمع من المفاسد الناتجة عن الظلم والجور.

يقول ابن تيمية: “إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة”.

والعدل من الأمور التي بنى الله عليها الكون كله، فلا قيام للكون ولا اتزان إلا في وجود العدل، والعدل قيمة أزلية، فهو لا يختلف في معناه ومفاهيمه من زمن إلى آخر، وإن كانت تختلف وسائل تطبيقه، ويرجع ذلك إلى اختلاف مستويات إدراك البشر لقيمة العدل ومدى فهمهم لرسالات الله إليهم.

إن العدالة هي ما يستقيم بها حال المجتمع، وبها وحدها يمكن للفقير أن يعيش إلى جوار الغني، وللقوي أن يعيش إلى جوار الضعيف، وكلهم آمن على حقوقه ولا يوجد بينهم ضغائن.

قال ابن حزم: “أفضل نعم الله (تعالى) على المرء أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحقِّ وإيثاره”.

موضوع تعبير عن العدل أساس الملك

العدل هو محور وأساس كل شيء جيد وهو ما يمكن أن يحفظ القيم والأخلاقيات والمثل الأخرى، وهو الأساس الذي بناءً عليه ينال كل إنسان حقوقه، والمعيار الذي تُقاس عليه جميع الأخلاقيات الأخرى.

والعدل أساس أي حكم صالح وفي ذلك يقول الله (تعالى): “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا”. –سورة النساء

وعن النبي (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: “إن الله مع الحاكم ما لم يجر، فإذا جار وكله إلى نفسه”.

وقال (صلوات ربي وسلامه عليه): “إنَّ المقسطين يوم القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن، -وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا”.

وكان الإغريق القدماء هم أول من بحث في فلسفة العدل وربطه بالفضائل ومن أهم الفلاسفة الذين اهتموا بتلك القيمة أفلاطون، الذي اعتبر أن العدل من الفضائل الأساسية، بل هو أساس لكل فضيلة أخرى.

واعتبر الفيلسوف أفلاطون أن العدل هو ما يساعد الإنسان الفاضل على تحقيق التوازن بين رغباته ووعيه وشجاعته، وتلاه الفيلسوف أرسطو في البحث في فلسفة العدل وكذلك الفيلسوف توما الإكويني وكلاهما اعتبر أن العدل هو من الأعمال الخيرة وهو بمثابة تضحية من أجل الآخرين ومن الفضائل الأساسية للإنسان التي لا يمكن أن يكون فاضلًا صالحًا بدونها.

من أهم الكتب التي تركها الأولون في فلسفة العدل، كتاب “الجمهورية” لأفلاطون، وفيه يحاور أفلاطون سقراط حول العدل وأهميته في الدولة المدنية، وحول مفهوم العدالة على مستوى الفرد، ويعتبر أفلاطون أن الرجل العادل هو الذي يكون في المكان المناسب والذي يقوم بالفعل المناسب ويتلقى مقابل مناسب لأفعاله.

ويعتبر الفلاسفة الإغريق أن الفيلسوف هو أحق الناس بتولي كراسي الحكم، وذلك لأنه الأكثر علمًا بمفهوم الخير والشر والعدل والجور، ولذلك فهو يعمل على تحقيق العدل والخير بخلاف السياسيين الذين يسعون فقط لتحقيق مصالحهم ونيل الشرف والرفعة، فإذا أردت أن تعالج مريض عليك أن تذهب للطبيب وإذا اردت أن توظّف حاكمًا صالحًا، عليك أن تختار من يميز بين الخير والشر.

والعدل من المعاني التي يبحث عنها الشعراء والكتّاب في إبداعاتهم، ومن ذلك نذكر بعض الأبيات الشعرية المعبرة فيما يلي:

قال الشاعر جبران خليل جبران:

والعدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا …

به ويستضحك الأموات لو نظروا

فالسجن والموت للجانين إن صغروا..

والمجد والفخر والإثراء.. إن كبروا!

فسارق الزهر مذمومٌ ومحتقر..

وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر

وقاتل الجسم مقتول بفعلته

وقاتل الروح لا تدري به البشر

وقال الشاعر أمل دنقل:

قلت: فليكن العدلُ في الأرض؛

عين بعين وسن بسن.

قلت: هل يأكل الذئب ذئبًا،

أو الشاة شاة؟

ولا تضع السيف في عنق اثنين:

طفل.. وشيخ مسن.

ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم،

يشعل في المدن النارَ،

يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ،

يلقى أصابع أطفاله علفًا للخيول،

يقص الشفاة وروداً تزين مائدة النصر..

وهى تئن.

أصبح العدل موتًا،

وميزانه البندقية،

أبناؤهُ صلبوا في الميادين،

أو شنقوا في زوايا المدن.

قلت: فليكن العدل في الأرض..

لكنه لم يكن.

أصبح العدل ملكًا لمن جلسوا

فوق عرش الجماجم بالطيلسان –الكفن!

ورأى الرب ذلك غير حسنْ!

موضوع تعبير عن العدل بين الناس

موضوع تعبير عن العدل
موضوع تعبير عن العدل بين الناس

للعدالة أوجه وأشكال عديدة وهي في مجملها الحكم بالعدل بين الناس وإظهار الحقوق وإعطاء الحق لأصحابه، ومن أهم أوجه العدالة:

المساواة بين الناس

إن قيم العدالة تتطلب منا المساواة بين الناس جميعًا بكافة أعراقهم وأطيافهم وأجناسهم، فلا يتم التفرقة أو التمييز بينهم على أساس اللون أو الجنسية أو الجنس أو الاتجاهات السياسية أو المعتقدات الدينية، طالما أن الكل خاضع لنفس القوانين ويقوم بواجباته التي أوكل بها، وأن يكون هناك تكافؤ في الفرص المتاحة للجميع، بحيث ينال الفرصة من يستحقها وينال المنصب من أهم أكثر جدارة واستحقاقًا له.

إن احترام قيم العدل والجدارة يعزز من قدرة الإنسان على العمل والجد والاجتهاد، فهو يصبح آمنًا على حقوقه، عالِمًا بأن لاجتهاده مقابل، وأن الناس يتميزون بناءً على ما لديهم من علم وموهبة وما يبذلوه من جهد يستحقون عليه الرفعة والارتقاء، وبتحقيق العدل ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب تستقيم الأمور، ويقوم كل مسؤول بعمله بالشكل العلمي المنهجي الصحيح، ويستقيم حال المجتمع ويحقق التوازن المرجو، ويتحقق قول الرسول (عليه الصلاة والسلام): “أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”. -متفق عليه.

أما إذا كان التمييز بين الناس على أساس من المال أو الجاه أو بناءً على اللون أو العرق أو الدين فإن المجتمع سينتشر فيه الكراهية والبغضاء، وتسود فيه الانقسامات، وتنتشر الجرائم، ويعمه الفساد، وقد ينتهي به الأمر إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.

وعن أهمية تحقيق العدل بين الناس بدون النظر إلى خلفياتهم يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إنما هلك الذين قبلَكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهمُ الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهمُ الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وأيمُ اللهِ لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها”. –الألباني والنسائي

العدالة في السياسة

من الحقوق التي تقرها الشرائع والقوانين الدولية هو حق العمل السياسي، والعدل بين فئات المجتمع في ممارسة دور سياسي في بلدانهم، ومن ذلك حق تشكيل الأحزاب والجمعيات الأهلية، وحق تشكيل منظمات المجتمع المدني، وغيرها من أشكال العمل السياسي والاجتماعي.

يقول ابن القيم:

“ومن له ذوق في الشريعة، واطلاع على كمالها، وتضمنها لغاية مصالح العباد في المعاش والمعاد، ومجيئها بغاية العدل الذي يسع الخلائق، وأنَّه لا عدل فوق عدلها، ولا مصلحة فوق ما تضمنته من المصالح، تبين له أنَّ السياسة العادلة جزء من أجزائها، وفرع من فروعها، وأنَّ من أحاط علمًا بمقاصدها، ووضعها موضعها، وحسن فهمه فيها لم يحتج معها إلى سياسة غيرها البتة، فإنَّ السياسة نوعان: سياسة ظالمة، فالشريعة تحرمها، وسياسة عادلة تخرج الحقَّ من الظالم الفاجر، فهي من الشريعة علمها من علمها، وجهلها من جهلها”.

العدل القضائي

ويتم بتشريع القوانين العادلة التي تراعي حقوق المواطنين جميعها، وبإجراء محاكمات علنية، والسماح بحضور محامي عن المتهم والقدرة على تنفيذ الأحكام بقوة تنفيذية فاعلة.

العدالة الاجتماعية

وهي تتطلب توزيع عادل لثروات البلاد، وأن يتمتع كل إنسان بحقه في التعليم والرعاية الصيحة والتوظيف والسكن، وفي أن ينال الغذاء الكافي النظيف.

وأن يتم تشريع قوانين تحمي الفئات الضعيفة كأصحاب الإعاقات والأقليات والفئات المستهدفة.

العدل المتبادل

وهو القائم على تعويض الأشخاص على ما ينالهم من أضرار تقع تحت مسؤولية أشخاص آخرين أو تحت مسؤولية الدولة.

العدل بين الأجيال

وفيه يتم الحفاظ على البيئة وموارد الدولة وثرواتها لضمان استفادة الأجيال القادمة من هذه الثروات، وعمل تنمية مستدامة تبقى للأجيال القادمة.

ومن ذلك الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة، والحفاظ على الأرض وعلى المزارع والمصانع المنتجة.

العدل في الإسلام

العدل من أهم القيم التي يؤكد الإسلام على ضرورتها، والعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تتضمن ذلك، وقد سار الخلفاء الراشدين على هدي الرسول (عليه الصلاة والسلام) في الإعلاء من قيمة العدل، وفي ذلك كان يشترط الخليفة عمر بن الخطاب على القاضي أن يلتزم بما يلي:

  • أن ينفذ الحكم بعد تبين الحق من الباطل.
  • أن يساوي بين المتخاصمين ويقضي بينهم على أساس من المساواة في الحقوق.
  • أن يطالب من يدعي بالحجة التي تثبت ادعاءه وأن ينكر المدعى عليه بحلف اليمين.
  • أن يصلح بين المتقاضين إذا لم يكن في ذلك إخلالًا بالشرع.
  • أن يراجع حكمه إذا ما تبين له خطأه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *