في عصر تسوده البذاءة ويعلو فيه الفحش وتضيع الأمانة، يبدو الاحتفاظ بالخلق الحسن والسير على النهج القويم أمر بالغ الصعوبة، بل يبدو أحيانًا بمثابة عائق في سبيل التقدم وتحقيق المكاسب. إلا أن البقاء للأخلاق الحسنة، ولمن يحافظ على نظافته الظاهرية والباطنية، مهما عاكسته الظروف. فالله قد أنجى لوط وأهله إلا زوجته بسبب تمسكهم بالخلق القويم، وأهلك القرية التي كانت تعمل السيئات، وتعصى أوامر الله.
مقدمة تعبير عن مكارم الاخلاق
لقد بعث الله الأنبياء لتقويم الناس، وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم، وفي مقدمة عن مكارم الاخلاق نذكر قوله تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا.”
فرسول الله بُعث معلّمًا ومرشدًا للناس لتحرّي الصدق في القول والعمل، ولطاعة الله، وعمل الخيرات وترك المنكرات، وحثّ على الفضائل كلها، وجرّم الموبقات وما يجرّ الناس إليها مثل شرب الخمر ولعب الميسر.
موضوع تعبير عن مكارم الاخلاق بالعناصر والأفكار
مكارم الأخلاق هي القواعد السليمة والسلوكيات الصحيحة التي تنظّم علاقة الإنسان بمن حوله، وتحقق له الخير في حياته، فتخيل معي مجتمعًا يسوده الصدق والإخلاص، وتنتشر فيه فضيلة الأمانة والعمل الجاد، ويمتنع فيه الغش والسرقة والمحسوبية، ألا يكون ذلك مجتمعًا فاضلًا يتمنى كل إنسان لو عاش فيه؟
وهذا هو جوهر الأديان بوجه عام، فهي تريد من الإنسان أن يرتقي بسلوكه إلى مصاف الملائكة باختياراته الصحيحة، وعلو همّته، وقربه من ربّه، وتحرّي الصدق والأمانة، والإخلاص في العمل، والوفاء بالعهد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.”
وعندما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل المؤمنين أجاب بأنه أحسنهم أخلاقًا، وكلما زاد إيمان الإنسان بالله وبكتبه، كلما كان أكثر أخلاقًا وأفضل سلوكًا وإلا كان منافقًا، فالدين عبادات ومعاملات، ولا يكتمل إلا بمعاملة الناس بسلوك حسن، وخلق قويم.
موضوع تعبير عن مكارم الاخلاق
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول مكارم الاخلاق يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
لقد طغت المادية على كل جوانب الحياة في العصر الحديث، وتقلّص معها أو كاد أن ينعدم الجانب الروحي، ولذلك يؤثر الكثير من الناس المنافع القريبة على الالتزام بمكارم الأخلاق، بل أن الكثير من الناس يستبيحون الكذب والنفاق والتحيّل بمبررات عديدة في سبيل تحقيق المكاسب السريعة السهلة.
وقد يعتبر المجتمع أن الإنسان الصادق الأمين المجتهد، بمثابة إنسانًا ساذجًا لا يعرف سبل تحقيق المكاسب السهلة، ويسلك الطريق الوعر بينما هم أكثر ذكاءً وحنكة ويعرفون سبل التقدم السهلة.
وقد يصدق الإنسان ذلك في بعض اللحظات ويلوم نفسه على الإلتزام بمكارم الأخلاق في جو يسوده الفساد، ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين، ومهما طال الأمد بالكاذب، لابد وأن يأتي اليوم الذي تنكشف فيه أكاذيبه، ومهما طال الأمر بالمنافق والمتحيّل ستأتي لحظة الحقيقة التي تتبدد معها كافة الأكاذيب.
يقول عبد الله بن المقفع: “يمكن للإنسان أن يدخل قلوب الآخرين دون أن ينطق بكلمه واحدة، إذ يكفيه سلوكه الناطق بالصفات الكريمة والأخلاق الحميدة.”
ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن مكارم الاخلاق يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن مكارم الاخلاق .
تعبير عن أهمية مكارم الاخلاق
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن أهمية مكارم الاخلاق فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
إن الأخلاق الحسنة تعني أن يتحلّى الإنسان بالفضائل ويسلك السلوك العاقل الفاضل في حياته، أما الأخلاق السيئة فهي الفعل والقول الفاحش القبيح الذي يمقته الله ورسوله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً.”
فبالأخلاق الحسنة، ينصلح حال المجتمع، وينتشر الأمان، وتعمّ الثقة، وينال الإنسان الراحة والهدوء النفسي، ويشعر بقربه من ربّه، أما الأخلاق السيئة فتضيع معها الحقوق وينتشر الفحش، وتعمّ الجريمة، ويصل الإنسان إلى أقل من مرتبة الحيوانات.
ومن أجمل الصفات التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها العطاء، يقول جبران خليل جبران: “جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته.”
والأخلاق ليست مجرد شعارات ترفع أو كلام يقال، وإنما هي أفعال واختبارات يتعرض لها الإنسان في حياته، تمحّص الإنسان الصادق من الكذّاب.
تضمن بحث عن أهمية مكارم الاخلاق تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن مكارم الاخلاق قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن مكارم الاخلاق قصير
إن الأخلاق هي جزء من تكوين الإنسان النفسي ونمط حياة يعيش به، ولا تتغير بتغير البيئة التي يعيش فيها، ولا بناء على اختلاف القوانين، أو عدم وجود رقيب على أفعاله، فالإنسان الفاضل الذي يتحلى بمكارم الأخلاق، لن يسرق ولو توفّرت له كل الظروف ليفعل ذلك، ولن يرتشي، ولو كانت سبل الرشوة ميسّرة له، ولن يزني ولو كان الأمر مباحًا في مجتمع من المجتمعات، ولن يشرب الخمر، ولو كان الأمر مقبولًا من المجتمع، فهو يتحلّى بضمير حيّ ويرعى ربّه في أفعاله، ولا يقبل على نفسه الذلّة، ولا يحب أن يمارس أفعال تغضب ربّه، وتضرّ به وبمن حوله.
والمجتمع يرتقي بمقدار ما فيه من أخلاقيات حسنة، وينحط بمقدار ما فيه من فساد وكذب ونفاق. والإنسان الفاضل يتحلى بمبادئ وثوابت لا يرضى عنها بديلًا، ويعلم في قرارة نفسه أن الله معه يسدد خطاه، ويدخر له حسن الثواب في الدنيا والأخرة على التزامه وعمله الصالح.
ومن مكارم الأخلاق: الصدق والتضحية، والإيثار، والشجاع، والكرم، والوفاء، وغيرها من الصفات النبيلة، وإذا أردت أن تعرف قيمة خلق حسن أو سيء ففكر كيف سيكون شعورك إذا ما عاملك الأخرين به، فالإنسان العاقل يعامل الأخرين، كما يحب هو أن يعاملوه، يقول الحسن البصري: “صْاحَب الناس بأي خلق شئت يصحبوك.”
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن مكارم الاخلاق .
خاتمة تعبير عن مكارم الاخلاق
إن السلوك الحسن والأخلاق الطيبة تدل على حسن التربية وطيب الأصل وفي خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الاخلاق تذكّر أن أفعالك يمكن أن ترفعك أو تهبط بك إلى الحضيض، فكن مرتفعا بأخلاقك تنال حسن الدارين وتكون أهلّا للثقة، فالإنسان الحسن الخلق يتمتع بالثقة بالنفس وبالهدوء النفسي، والسمو الروحاني في كل الظروف، وهو يعلم أنه إنسانّا صالحّا خيرّا وأن الطبيعة بكل ما فيها تنسجم معه وتتوافق مع سلوكه.
وفي خاتمة عن مكارم الاخلاق نذكر قصيدة الإمام الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشاء ….. وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ….. فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ….. وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ….. وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ….. يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ….. فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ….. فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ….. وليس يزيد في الرزق العناء
