منذ أن يتكون الجنين في رحم الأم خلية مخصبة، يبدأ جسدها في إحداث مجموعة من التغيرات الفسيولوجية التي تؤثر عليها بالعديد من الطرق، فترتفع درجة حرارتها، وتشعر بألم في بعض أجزاء جسمها، ويضطرب نومها، وينتابها القلق والتقلبات المزاجية. ويكبر الجنين فيزيد العبيء على جسدها وخاصة على القلب والكلى والمفاصل والعظام، وحتى تحين الولادة، فتعاني الأم آلاما شديدة وحتى يخرج الجنين طفلا صغيرا بلا حول ولا قوة، وهي في كل ذلك تغمرها السعادة وتنتظر بشوق رؤية صغيرها والتحدث إليه.
يقول الكاتب جبران خليل جبران: “أجمل ثلاثة نساء في العالم: أمي، وظلها، وانعكاس مرآتها.”
مقدمة تعبير عن فضل الأم
في مقدمة عن فضل الأم يولد الجنين وهو لا يعرف من شؤون الدنيا سوى تلك المخلوقة الرائعة التي تحتضنه بحنان، وتغذيه من جسدها حليبا دافئا مغذيا، يحقق له الارتواء والشبع، وتنظفه وتهدهده وتخاطبه بصوتها الرقيق العذب، ويكبر فيتعلم منها كل ما يعرفه من عادات وعبادات ومُثل وأخلاقيات، وتظل هي السند والمعين والقلب الكبير الذي يتسع للجميع، ويغفر ويسامح، ويحب حبا غير مشروط.
يقول إرنست بيرسوت: “يوجد في الكون العديد من العجائب، لكن يبقى قلب الأم هو تحفة الخلق.”
موضوع تعبير عن فضل الأم بالعناصر والأفكار
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول موضوع تعبير عن فضل الأم يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
الأم هي الوطن الأول للأبناء، فهي التي تعطي وتربي وتطعم وتغذي وتعلم وهي التي تتقبل الأبناء بكل ما فيهم، وإذا ما خيبت الحياة رجائهم، يجدوها دائما إلى جوارهم، فاتحة ذراعيها في كل الحالات، ولقد عظّمت جميع الديانات والثقافات من قيمة الأم لما لها من أفضال لا يمكن أن ينكرها سوى جاحد، فهي الصبورة الحنونة، التي تقدم سعادة الأسرة على سعادتها، وراحتهم على راحتها.
وهي الأساس في بناء المجتمع، فلولا تربيتها للأبناء تربية سليمة قويمة، لانحل المجتمع، ولخرج الأبناء لا يعرفون حلالا من حراما، ولا الصواب من الخطأ، فهي المعلم الأول، ومنها يستقي الأبناء المُثل والأخلاقيات، وبها يتقدمون في حياتهم ويحققون النجاح.
يقول محمد علي كلاي: “كل القلوب يغيرها الوقت إلا قلب الأم جنة دائمة.”
في موضوع تعبير حول فضل الأم نذكر أن الله قد كرمها وأمر ببرها ورعايتها وجعل الجنّة تحت أقدامها، ووصف في محكم آياته ما تقوم به الأم من تضحيات، وما يتحملّه جسدها الواهن من مشاق في سبيل إنجاب الأبناء ورعايتهم، والسهر عليهم، وما تقدمه لهم من محبة وعطاء لا يمكن لأحد أن يعوّضه، ومهما فعل الأبناء لأمهم ومهما قدموا من حب وبر فلن يعوضوا ما قامت هي به من عمل وما قدمته في حياتهم من أفضال.
يقول فولتير: “حجر الأم هو المكان الأمن الذي تستطيع أن تسند إليه رأسك وأنت مرتاح مطمئن.”
الأمومة هي سلسلة من البذل والعطاء في حياة الأبناء وفي تعبير عن فضل الأم نذكر أن الله تعالى قد جعل بر الوالدين من الأعمال التي يحبها والتي تقرّب الإنسان من الجنّة ومن يبر والديه ينال خير الجزاء في حياته، حيث يبره أبناءه، وينال خير الجزاء في أخرته، فيجازيه الله خير الجزاء في الجنّة.
وفي بحث عن فضل الأم نذكر قوله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ.”
لقد بلغ من فضل الأمهات على الحياة وعلى الأبناء أن وردت التوصية بها في أربعة مواضع من القرآن الكريم، ويرجع ذلك إلى أن دور الأم الأعظم في حياة الأبناء يكون في مرحلة عمرية لا يشعر بها الإنسان بشكل واعي، فهو جنين أو صغير، لا يدرك حجم ما لاقت هي من معاناة في سبيل تربيته.
عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: “جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي وجه الله والدار الآخرة» فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: “هل من والديك أحد حي؟”، قال: نعم، بل كلاهما ولقد تركتهما يبكيان، قال: “فتبتغي الأجر من الله؟”، قال: نعم، قال: “فارجع إلى والديك ففيهما فجاهد أحسن صحبتهما، وأضحكهما كما أبكيتهما وأبى أن يبايعه.”
ملحوظة هامة : عند الانتهاء من كتابة بحث عن موضوع تعبير عن فضل الأم يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن موضوع تعبير عن فضل الأم.
تعبير عن أهمية فضل الأم
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن أهمية موضوع تعبير عن فضل الأم فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
إن الأم هي سر الوجود أودعه الله في رحمها فنما كنبت صغير وتميز بشرا سويا وفي موضوع تعبير عن أهمية فضل الأم لا يشيء يضاهي الأم في حياة الأبناء فهم يأخذون منها نصف جيانتهم، ويتربون في رحمها، ويخرجون إلى العالم صغارا ضعافا فترضعهم من جسدها وتربيهم وتعلمهم وتعطيهم لغتها وتربي فيهم القيم والأخلاقيات والمثل العليا.
إن أروع ما يقال في بر الوالدين ما رواه الرسول عن قصة الثلاثة الذين حبسوا في الكهف ساعة العاصفة، فدعوا الله أن يفرج عنهم ما هم فيه ويفتح لهم باب الكهف ليخرجوا أحياء، فكان منهم واحدا دعى الله مستندا إلى بره بوالديه.
جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ آتِيهِمَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فَأَبْطَأْتُ عَنهمَا لَيْلَةً، فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدَا؛ وَأَهْلِي وَعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الْجُوعِ، وَكُنْتُ لاَ أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَاىَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا، فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ.فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا. فَانْسَاخَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ.”
تضمن بحث عن أهمية موضوع تعبير عن فضل الأم تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن فضل الأم قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن موضوع تعبير عن فضل الأم قصير
إن الأم هي من يريدك أن تصبح افضل منها وهي تحبك أكثر من نفسها، ولا تريد إلا أن تراك في أفضل حال فهذا منتهى سعادتها، وفي تعبير عن فضل الأم قصير يجب أن تكون شاكرا لله على وجودها في حياتك، فبدعواتها لك تنال رضا الخالق وبركته وحبّه ومساندته.
الإنسان الوفي هو من يعلم ما لأمه من فضل عليه ويقدر تضحياتها، فلا يهملها ويتعلل بمشاغل الحياة، وإنما يبرها في كبرها وضعفها كما ربته هي صغيرا واهتمت به.
وفي بحث قصير عن فضل الأم لا تتردد في إسعاد أمك في كل حين، وبيان حبك لها بعبارات صغيرة نابعة من القلب، وأن تريها في نفسك ما تحب هي من تفوق وارتقاء ونضج وفهم.
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن موضوع تعبير عن فضل الأم.
خاتمة تعبير عن فضل الأم
إن الأمومة هي عمل عظيم بدونه لا يمكن للحياة أن تستمر على الأرض، وفي خاتمة موضوع تعبير عن فضل الأم يمتد هذا الفضل ليشمل كافة الكائنات الحية، فالأم تحتضن الحياة بكل أشكالها.
يقول جبران خليل جبران: “الأم هي كل شئ في هذه الحياة، هي العزية في الحزن، الرجاء في الياس، والقوة في الضعف.”
وفي خاتمة عن فضل الأم نذكر أن كل إنسان عظيم هو إبن أنثى، حملته وأرضعته وربته، حتى صار على ما هو عليه من عظمة، فالأم هي صانعة العظماء، وبصمتها في حياة الأبناء لا تمحى مهما طال الزمن، ووجودها أثمن ما في حياة الأبناء، وفقدها لا يعوضه شئ في الوجود كله.
