عندما تضيق الأرض وتشح الموارد ويقل الزاد، وتصبح البيئة غير صالحة لحياة الكائن الحي أو لنسله، تكون الهجرة هي الحل لإيجاد فرص أفضل للعيش والحصول على الجو المناسب والغذاء والسكن وإيجاد ظروف أفضل لتربية الأبناء.
قال تعالى: “وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ.”
مقدمة تعبير عن الهجرة
إن الكثير من الكائنات تهاجر من موطنها بسبب سوء الأحوال الجوية وللبحث عن غذائها في موسم الشتاء، والإنسان أيضًا يهاجر من موطنه للعديد من الأسباب، من ضمنها البحث عن موارد رزق، وفرص أفضل للعيش، أو الهروب من الصراعات المسلّحة، أو للحصول على تعليم أفضل، وغيرها من الأسباب، وفي مقدمة عن الهجرة تقدر المنظمة الدولية للهجرة أعداد المهاجرين حول العالم بحوالي 200 مليون شخص ويستقبل الاتحاد الأوروبي النسبة الأكبر من هؤلاء المهاجرين يليه الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ثم أسيا، بينما كانت معدلات الهجرة من الشرق الأوسط والهند ودول جنوب شرق أسيا هي الأعلى على مستوى العالم.
وعلى الرغم من أن المهاجر قد ينال فرص أفضل في حياته الجديدة، وقد يحصل على الجنسية أو الإقامة الدائمة، إلا أن أغلب الناس تظل مرتبطة بالوطن الأم، وتشعر بالحنين إليه من وقت إلى أخر.
يقول الطيب الصالح: “ونظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمة في فناء دارانا؛ فـ علمت أن الحياة لا تزال بخير، أنظر إلي جذعها القوي المعتدل، وإلي عروقها الضاربة في الأرض، وإلي الجريد الأخضر المنهدل فوق هامتها، فأُحس بالطمأنينة، أُحس أنني لست ريشة في مهب الريح، ولكنني مثل تلك النخلة مخلوق له أصل، له جذور، له هدف.”
موضوع تعبير عن الهجرة بالعناصر والأفكار
تناول الكتاب والباحثون مسألة الهجرة بالبحث والدرس، وخرجوا بنظرية مفادها أن بعض المناطق تكون طاردة للبشر وبعضها الآخر يمتلك عوامل الجذب، كما هو الحال في هجرة العمّال والكفاءات بهدف الحصول على مستوى أفضل من الدخل، فإذا خيّر الإنسان ما بين البقاء في بلده وأخذ أجور متدنّية، وبين السفر للعمل في الخارج بأجور مرتفعة سيختار في الغالب السفر إلى الخارج، وهذا ما حدث في التاريخ الأمريكي الحديث، حيث هاجرت العمالة من مختلف أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة الأمريكية طمعًا في حياة أفضل، حتى أن 20% من السكان في الوقت الحالي لم يولدوا في أمريكا وإنما في بلدان أخرى.
ولقد جعلت وسائل المواصلات الحديثة السفر والهجرة من الأمور الأكثر يسرًا من ذي قبل، وكذلك انخفضت تكلفة السفر، والبعد الاجتماعي، فالأن يمكن للمسافر أن يتواصل مع الأهل والأحباء في أرض الوطن بسهولة وبتكلفة أقل.
ومن أهم العوامل التي تدفع الناس للهجرة في الوقت الحالي الفقر وعدم توافر فرص عمل مناسبة، والكوارث الطبيعية، والحروب والصراعات المسلحة، ويمكن أن يكون السفر ضمن إطار العمل في الشركات المتعددة الجنسيات، أو العمل في السلك الدبلوماسي، أو من أجل الدراسة، أو العلاج، وكذلك يسافر بعض الناس من أجل نشر دياناتهم، كما هو الحال في البعثات التبشيرية، أو العمل ضمن المنظمات الدولية كأطباء بلا حدود والأمم المتحدة وغيرها.
ومن العوامل الأخرى التي تسبب الهجرة رغبة المتقاعدين في عيش حياة هادئة، أو الهرب من اضطهاد ديني أو سياسي، وكلك الهروب من الأحكام القضائية، وكما أن هناك أسباب عديدة للهجرة، هناك عوائق قد تمنع الناس من تحقيق هذا الحلم، منها ما هو طبيعي مثل التضاريس ومنها ما هو اجتماعي مثل اضطرار الإنسان للبقاء مع الأهل لرعايتهم، أو يكون قانوني حيث أن بعض البلدان تمنع مواطنيها من الهجرة مثل كوريا الشمالية والصومال وزيمبابوي.
موضوع تعبير عن الهجرة
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول الهجرة يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
لقد كان للهجرة في تاريخ الإسلام أهمية كبيرة حيث ترك الرسول عليه الصلاة والسلام أرض مكّة بسبب ما لاقاه من اضطهاد فيها، وسافر إلى المدينة المنوّرة، وكذلك هاجر أصحابه إلى الحبشة، والهجرة نوعان، منها ما هو روحاني مثل هجرة المعاصي والابتعاد عن المحرمات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ.”
ومن الهجرة ما هو مادي ويحدث بانتقال الإنسان من أرض إلى أخرى لأحد الأسباب التي يراها دافعًا لذلك، ومن ذلك ترك الأرض التي تجد فيها الضرر والحزن والفاقه، والسفر من أجل العلم والرزق والصحة والصحبة الصالحة.
قال تعالى: “وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.”
ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن الهجرة يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن الهجرة .
تعبير عن تأثير الهجرة
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن تأثير الهجرة فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
الهجرة تساعد الإنسان على نيل فرص أفضل في العمل والحياة، وترفع من قدراته العلمية ومن خبراته الحياتية، وتمكّنه من اتقان لغات جديدة، واكتساب مهارات مفيدة.
والهجرة أحد عوامل التبادل الثقافي والإنساني بين شعوب العالم ومن خلالها يتعّرف الإنسان على عادات وتقاليد مجهولة بالنسبة له ويقيم علاقات جديدة، ويبدأ حياة جديدة.
تمثل تحويلات العاملين بالخارج أحد أهم مصادر الدخل بالعملات الصعبة لبعض البلدان وذلك يساعد هذه البلدان على تحسين أوضاعها الاقتصادية ومن ذلك الهند.
يمكن للمهاجر الحصول على جنسية الدولة التي هاجر إليها ما يكسبه المزيد من القوة ويحقق له الكثير من المصالح مثل تعليم أفضل لأبناءه، وعلاج أفضل، ورعاية اجتماعية.
الهجرة تحسّن من المستوى المعيشي للمهاجر وتقلل الضغط على نظام بلاده وعلى مواطنيه حيث يترك لهم المزيد من الفرص.
تضمن بحث عن أهمية الهجرة تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن الهجرة قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن الهجرة قصير
الهجرة لها العديد من الأسباب أهمها الاضطهاد الديني أو السياسي والفقر والرغبة في الحصول على فرص أفضل في التعليم أو العلاج، ولها الكثير من الفوائد حيث يمكن أن تحقق للإنسان الأمان وتنمي مصادر دخله، وتمنحه مزايا اجتماعية واقتصادية.
وللهجرة ايضًا سلبيات أهمها، الشعور بالاغتراب والوحدة، وتشتت الأسر في الوطن أو الأرض التي يهاجر إليها الناس، وكذلك فقدان البلد للعمالة الماهرة، وفقد الهويّة للمهاجر الذي يجد نفسه بعيدًا عن وطنه ويتعامل بلغة مختلفة ويعيش وسط بشر لهم عادات وتقاليد وثقافة مختلفة.
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن الهجرة .
خاتمة تعبير عن الهجرة
إن للهجرة مزايا وعيوب، والإنسان مطالب بالبحث عن فرص أفضل له ولأولاده، وعليه أن لا يلقي بنفسه إلى المجهول، ولكن يحاول التأكد من أن فرص المكاسب تفوق فرص الخسائر قبل الشروع في السفر، وفي خاتمة موضوع تعبير عن الهجرة نذكر الهجرة الغير شرعية التي تتسبب في الكثير من المشكلات حول العالم وتعرّض الإنسان للاستغلال أو تودي بحياته، وكذلك تهدر الأموال في عمليات نصب، وتعرّض الإنسان للاعتقال والوقوع تحت سطوة الأجهزة الأمنية.
يقول الإمام الشافعي في خاتمة عن الهجرة :
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست ** والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ** لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والبدر لولا أفول منه ما نظرت إليه ** في كل حين عين مرتقب
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى في أَمَاكِنِه ** والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ ** وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ