تُشتق كلمة الشهيد من معاني الشهادة، فالإنسان يضحي بحياته ويقدمها فداء لقضية يريد الدفاع عنها وأمرا عظيما يستحق أن يضحي بحياته في سبيله، والشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله من أعلى مراتب الشهادة، وكذلك الاستشهاد دفاعا عن الوطن وعن الأخرين وعن النفس، فكل ذلك من القضايا السامية التي ينال الإنسان بالتضحية في سبيلها أجرا عظيما في الأخرة، وتشريفا كبيرا في الدنيا.
مقدمة تعبير عن الشهيد
الشهادة من أجلّ الأعمال في الديانات الإبراهيمية الثلاثة، وفي مقدمة عن الشهيد نذكر أن الديانة اليهودية تعتبر أن التضحية بالنفس في سبيل الله من أعظم الأعمال التي يتقرب بها الإنسان من الله، وكذلك في الديانة المسيحية يعدّ المبشرين الذين لاقوا حتفهم في سبيل نشر الديانة المسيحية من الشهداء، كذلك الذين عانوا من الاضطهاد والتهميش بسبب معتقداتهم الدينية كما حدث في العصر الروماني.
ولا يختلف الأمر كثيرا في الديانة الإسلامية، فالإنسان الذي قاتل لإعلاء كلمة الله، أو حماية ثغور بلاد المسلمين هو شهيد، والذي جاهد في سبيل نشر الدين الإسلامي ثم قتل هو شهيد، وهناك أبواب كثيرة للشهادة ذكرها نبينا الكريم في الحديث الشريف التالي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.”
موضوع تعبير عن الشهيد بالعناصر والأفكار
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول العنصر يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
إن معنى شهيد في اللغة هو من حضر الأمر أو شهده، ومنها يشتق إسم الفاعل “شاهد” والذي يشهد فيقول ما علمه عن أمر ما، وفي ذلك قال تعالى: ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً.”
ويقال “استشهد” لمن طلبت شهادته، وكذلك “استشهد في سبيل كذا” من بذل حياته في سبيل إحدى الغايات، ويعد الشهيد في الشرع الإسلامي الإنسان الذي ضحى بحياته في سبيل الله بدون أن ينتظر الأجر في الحياة الدنيا، ولقد أعلى الله من فضل الشهداء وجعلهم من أهل الجنّة، ومن المشفّعين في أهليهم وأحبائهم يوم القيامة.
قال تعالى: ” وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ.”
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
الناس صنفان موتى في حياتهم ** وأخرون ببطن الأرض أحياء
فالشهداء أناس آمنوا بقضية عادلة، وبذلوا في سبيلها أثمن ما يملكون، لقد بذلوا حياتهم ذاتها، وهؤلاء إنما يعيشون في قلوب الناس الذين استفادوا من هذه التضحية الكبيرة، ويعيشون في كتب التاريخ، وفي موضوع تعبير حول الشهيد بشرّ الله الشهداء بالحياة الرغدة في الأخرة وذلك كما جاء في قوله تعالى: “وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ.”
لقد وعد الله من يجاهد في سبيله باذلا الروح فداء لنصرة دينه وإعلاء كلمة التوحيد بالجنّة، وفي تعبير عن الشهيد نذكر قوله تعالى: “إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.”
إن الله يحب منك أن تكون شجاعا، لا تخاف في الحق لومة لائم، وأن تكون مقداما في الحق، ولذلك جعل الشهادة جزاء من يُقتل وهو يدافع عن ماله، أو وهو يدافع حياته أو حياة غيره، وفي إنشاء عن الشهيد يذكر أيضا أن من أبواب الشهادة الموت غرقا، أو حرقا.
ولينال الإنسان الشهادة لابد وأن يخلص نيته لله، لا لأشخاص أو أحزاب أو غير ذلك من أمور الدنيا التي يغالبها النفاق ويشوبها الرياء.
ملحوظة هامة : عند الانتهاء من كتابة بحث عن العنصر يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن العنصر .
تعبير عن أهمية الشهيد
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن أهمية العنصر فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
لقد جُبل الإنسان على حب الحياة وحماية نفسه من الهلاك، والإنسان الذي يبذل نفسه فداءً لقضية عادلة هو الذي عرف معنى الخلود الحقيقي وبدماءه الزكية يرفع الحق ويُبطل الباطل.
ولقد اختلف العلماء في السبب وراء وصف من يضحّي بحياته في سبيل غاية نبيلة بالشهيد وفي موضوع تعبير عن أهمية الشهيد يرجع بعضهم ذلك لأن الشهيد حي وروحه حاضرة، بينما يعتبر البعض أن سبب التسمية يرجع إلى أن الله وملائكته قد شهدوا له بدخول جنّة الله، والبعض يعتبر ذلك لأن الشهيد يرى مقعده من الجنّة حين تفيض روحه، وهو أمن من النار تستغفر له الملائكة، وتشهد صعود روحه إلى بارئها، ويشهد الله بإخلاصه.
إن الكثير من القضايا الإنسانية والحياتية تحتاج إلى من يبذل حياته من أجل إحقاق الحق، وإعادة الأمور إلى نصابها، وبدون هؤلاء الأشداء الأقوياء الذين لا يهابون الموت لا يستقيم الأمر أبدا، فهم حماة الأرض والعرض، وهم من يعلون كلمة الله.
يقول توفيق الحكيم: “رب شهيد مجيد له من التأثير والنفوذ فى ضمير الشعوب ما ليس لملك جبار من الملوك.”
تضمن بحث عن أهمية العنصر تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن الشهيد قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن العنصر قصير
إن للشهيد كرامة لا ينالها غيره من الناس، وفي تعبير عن الشهيد قصير نذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ.”
ويشفع الشهيد يوم القيامة لسبعين شخصًا من أهله، وترد روحه الجنّة تشرب من أنهارها وتأكل من ثمارها وهو في ظل العرش إلى يوم البعث.
الشهيد يُغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إلا الدَين الذي كان عليه قضائه للأخرين، يظل في عنقه ما لم يسامح صاحب الحق، أو يوفّي أحد أحبائه دينه عنه، وفي بحث قصير عن الشهيد يذكر أن الشهيد لا يتعرّض لعذاب القبر، فقد امتحن الله قلبه في الدنيا، وعن كرامة الشهيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ.”
وللشهادة درجات وأنواع، فيوجد شهيد للدنيا والأخرة معا، وهو الأعلى منزلة فقد كان مؤمنا بقضيته يسعى في سبيل النصر على عدو أو لفك مظلمة أو لرفع كلمة الله في الأرض.
ويوجد أيضا من استشهد لغرض دنيوي بحت فهو يبغي السمعة أو يرائي الناس فيتعرض للموت بسبب ذلك ولا ينال في الأخرة أجر شهيد.
ويوجد شهيد الأخرة وذلك الذي تعرّض لأحد نكبات الدنيا مثل الغريق والمحروق والمرأة التي تموت خلال عملية الولادة، والإنسان الذي قتل دفاعا عن النفس أو الغير أو المال أو الأرض أو العرض، وغيرهم مما ذكره الشرع.
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن العنصر .
خاتمة تعبير عن الشهيد
يقول إبراهيم طوقان في خاتمة موضوع تعبير عن الشهيد :
عبس الخطب فابتسم *** وطغى الهول فاقتحم
رابط الجأش والنهى *** ثابت القلب والقدم
هذا هو الشهيد الذي تتعطر الأفواه بذكره، وتشرق السماء احتفاءً به ويرضى عنه الله وتستقبله الملائكة بروائح الجنّة.
إن الشهيد هو أرفع الناس منزلة، وأكثرهم صدقا مع الله ومع النفس، وفي خاتمة عن الشهيد نقدم الولاء والعرفان لكل من استشهد دفاعا عن قضية نبيلة يبتغي بها وجه ربه، ويُعلي بها من الحق.
شاممنذ سنتين
جميل