كيفية صلاة الميت أو صلاة الجنازة في الإسلام ودعاء الصلاة على الميت وما حكم صلاة الجنازة؟

سلوى المغربي
2021-08-19T14:08:35+02:00
اسلاميات
سلوى المغربيتم التدقيق بواسطة: مصطفي شعبان8 يونيو 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات

صلاة الميت
صلاة الجنازة في الإسلام

جاءت الشريعة الإسلامية لتكرم الإنسان وتضع حرمة لجسده ودمه، ولذلك فعندما يموت وتخرج روحه إلى بارئها وضع لنا أحكامًا للتعامل مع هذا الجسد من بداية غسله وتكفينه والصلاة عليه وانتهاءًا بدفنه، وفي هذا المقال نتناول بالتفصيل صلاة الجنازة أو كما تُسمى أيضًا الصلاة على الميت.

الصلاة على الميت

أوجب الإسلام للمسلم على أخيه المسلم حقوقًا، فمن واجب كل مسلم أن يؤدي ما عليه من واجبات لأخيه المسلم وإلا يعتبر مقصرًا ويُحاسَب على تقصيره في حق أخيه، وبَيَّن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الحقوق.

فعن أبي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: “حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ.” رواه البخاري ومسلم

وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ، قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ.” رواه مسلم

فحقوق المسلم على المسلم خمس أو ست لكن آخرها هو محل مقالنا اليوم وهو حق للمسلم على المسلمين ألا وهو حق تشييعه إذا مات والقيام بحقه كمسلم في تغسيله وتكفينه وتشييع جنازته.

والصلاة على الميت أو ما تعرف بصلاة الجنازة هي صلاة غير الصلوات الخمس المفروضة، لذا هي صلاة سنة وليست فريضة ولكنها تتعلق بذمة المسلمين أجمعين حتى يؤديها بعضهم، وهي صلاة لها هيئة مخصوصة فليس فيها ركوع ولا سجود.

وهي آخر صلاة يشهدها الميت بجسده في الأرض ويكون أمام صفوف المصلين فيها ثم يُدفن ويدخل قبره بعدها، ليكون آخر ما شهده مع المسلمين الصلاة وهذا دلالة على عِظَم مكانة الصلاة للحي والميت على السواء.

شروط صلاة الجنازة

صلاة الجنازة هي صلاة من الصلوات ولذا فشروط صحة صلاة الجنازة هي شروط صحة الصلاة عامة ماعدا شرطًا واحدًا وهو دخول الوقت لأنه لا وقت محدد لها إلا بحضور الميت بين يدي المصلين.

فشروط صحة الصلاة عامة خمس وهي:

دخول الوقت، استقبال القبلة، ستر العورة، طهارة الثوب والبدن والمكان، والطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر.

وعليه فشروط صحة صلاة الجنازة هي باستبعاد شرط دخول الوقت تكون بباقي الشروط الأربعة، فلابد للمسلم أن يكون طاهرًا من الحدثين الأكبر والأصغر وان يطهر بدنه وثوبه والمكان الذي سيصلي فيه، وأن يستقبل القبلة، ويستر العورة.

فضل الصلاة على الميت

حث النبي (صلى الله عليه وسلم) على الصلاة على الميت واتباع الجنائز في كثير من أحاديثه، وحث على تكثير العدد في صلاة الجنازة في أحاديث كثيرةٍ، فعن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما من ميتٍ تُصلِّي عليه أمّةٌ من المسلمين يبلغون مائةً كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه.” رواه مسلم

بل وورد في حديث آخر أن أقل العدد أربعون، فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال: “أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال: يا كريب، انظر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت، فإذا ناس قد اجتمعوا له، فأخبرته، فقال: تقول هم أربعون؟ قال: نعم، قال: أخرجوه، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: “ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئا، إلا شفعهم الله فيه.” رواه مسلم

وهذا الفضل ليس للميت فحسب بل للحي الذي يشهد الجنازة ويصلي على الميت أجر كبير أيضًا، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ.” رواه مسلم

أي أن من صلى الجنازة على الميت فقط له قيراط من الأجر أي ما يوازي وزن جبل أحد من الحسنات، ومن صلى عليها ثم تبعها إلى المقبرة فله قيراطان كاملان.

كيفية الصلاة على الميت

إذا كان الميت رجلًا أو امرأة أو طفلًا فيوضع أمام المصلين على ظهره ورأسه إلى اليمين وقدماه إلى اليسار، أما إذا كانوا متنوعين رجالًا نساءً وأطفالًا فيصفون صفًا واحدًا ويقدم الرجال مما يلي الإمام والمصلين وتؤخر النساء لما يلي القبلة.

وطريقة الصلاة على الميت أن يؤم الناس في الصلاة أقربهم للميت فهو الأولى بالصلاة إلا أن يأذن لغيره، ومكان وقوف الإمام بمحاذاة رأس الرجل أو بمحاذاة وسط المرأة، أما الصفوف فتتراص من خلفه على هيئة الصلوات العادية ولكن تسوى كثلاثة صفوف أو أكثر حتى ولو لم يكتمل الصف.

وعدد تكبيرات صلاة الميت أربعة وهي أن يكبر الإمام تكبيرة الإحرام فيقرأ والمأمومون سرًا سورة الفاتحة ثم يكبر التكبيرة الثانية فيصلي الجميع على الرسول (صلى الله عليه وسلم) الصلاة الإبراهيمية كما في النصف الثاني من التشهد ثم تكبيرة ثالثة ويدعو فيها الجميع للميت والتكبيرة الأخيرة يدعو فيها المأمومون لأنفسهم وللمسلمين أجمعين وبعدها يجوز له أن يسلم مرة واحدة أو مرتين.

ما هي أركان صلاة الجنازة وما هي سننها؟

صلاة الجنازة
أركان صلاة الجنازة وسننها

لصلاة الجنازة سبعة أركان وهي:

  • القيام مع القدرة ويمكن الصلاة في وضع الجلوس لمن لا يقدر على القيام.
  • التكبيرات الأربع بتكبيرة الإحرام، أي تكبيرة الإحرام وثلاث تكبيرات أخرى.
  • قراءة الفاتحة ولا توجد قراءة سورة كما في الركعات الأولى من الفروض.
  • الصلاة على النبي وتكفي أي صيغة حتى لو كان بلفظ “اللهم صل على محمد”.
  • الدعاء للميت، بأي لفظ ولو بأقل القليل من الكلمات مثل “اللهم اغفر له”.
  • التسليم واختلف تسليمة واحدة أو اثنتين فتكفي في الأركان تسليمة واحدة.
  • الترتيب: أي عدم تقديم ركن على آخر مما تقدم.

فهذه الأركان لابد من وجودها لكي تصح الصلاة فلا تصح صلاة الجنازة إلا بها، أما سننها فهي لزيادة الأجر وعدم فعلها لا يبطل الصلاة وهي:

  • أن يستعيذ المصلي بالله من الشيطان الرجيم قبل قراءة الفاتحة.
  • ان يدعو المصلي لنفسه وللمسلمين.
  • أن يقرأ الفاتحة قراءة سرية أثناء الصلاة.
  • أن يصلي على الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالصلاة الإبراهيمية وهي النصف الثاني في التشهد ونصها: “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.
  • أن يحرص المصلون على تكثير الصفوف حتى لو كان عددهم قليل على أن تكون الصفوف ثلاثة فأكثر وفي كل صف اثنان فأكثر، فان كان المشيعون ستة صلُّوا على ثلاثة صفوف في كل صف رجلان.

ما يقال في صلاة الجنازة

توجد في السنة أدعية كثيرة للميت كان يقولها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فكان يدعو ويقول:

  • “اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار.” رواه مسلم
  • أن يدعو بدعاء أبي هريرة (رضي الله عنه) الذي كان يقوله إذا صلى على جنازة: “اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.” رواه الإمام مالك في الموطأ، وهذا لا يقوله أبو هريرة إلا عن علم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

دعاء الصلاة على الميت

بعد تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة والتكبيرة الثانية وفيها نصلي على النبي تأتي التكبيرة الثالثة فيدعو الإمام والجميع للميت، ومن الأدعية المسنونة في هذا الموضع: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ.” رواه مسلم

وإذا كانت الميتة امرأة غير الصيغة للمؤنث، ولكن إذا كان الميت طفلًا أو سقطًا دعا لوالديه: “اللهم اجعله ذخرًا لوالديه، وفَرَطًا وأجرًا، وشفيعًا مجابًا” رواه البخاري، والفرط معناه سابقًا ومقدمًا لأبويه إلى الجنة.

ويمكن أن يقول: “اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة إبراهيم، وقه برحمتك عذاب الجحيم”.

ثم يكبر الإمام التكبيرة الرابعة ويدعو هو والمصلون لنفسهم وللمؤمنين جميعًا ومثاله: “اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وإنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان”، ثم يسلم تسليمتين أو تسليمة واحدة على اليمين

صلاة الجنازة عند المالكية والحنفية

صلاة الجنازة
صلاة الجنازة عند المالكية والحنفية

يجب فيها الرفع في تكبيرة الإحرام ولا يرفع في غيرها، بينما قال الشافعية والحنابلة أنه من السنة أن يرفع المسلم يديه في كل تكبيرة.

حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة الجنازة

لم يختلف الفقهاء رحمهم الله أن رفع اليدين في التكبيرة الأولى من صلاة الجنازة فهي سنة ثابتة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أما الرفع في التكبيرات التالية ففيه خلاف كما ذكرنا.

التكبير في السر أم في الجهر في صلاة الميت؟

هناك تفرقة بين الإمام والمأموم، فالسنة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الجهر بالتكبير مستحب في صلاة الجنازة للإمام، أما بالنسبة للمأموم فليس مطالبًا بالجهر، وإنما يكفي المأموم بالتكبير سرًا ليسمع نفسه فقط.

صلاة الجنازة على الطفل

صلاة الجنازة على الطفل أو السقط كصلاة الجنازة على المسلم كبير السن فلا فرق بينهما، فما دام قد نُفخت فيه الروح فله حق كامل في الإسلام، فلو مات سقطًا أو طفلًا مهما كانت سنه فمن الحق الواجب له أن يُغسَّل الغُسل الشرعي ويُكَّفن ويُصلَّى عليه ويُدفن في مدافن المسلمين بكل تكريم حتى لو لم يكن معلوم الأبوين أو جاء من سفاح، فهذا حقه كمسلم ويأثم المسلمون جميعًا إن لم يقم به بعضهم.

صلاة الغائب على الميت

صلاة الغائب من حيث الهيئة كصلاة الجنازة تمامًا لا فرق بينهما، ولكن الفارق أن الميت حاضر في صلاة الجنازة أمام المصلين أما في صلاة الغائب فربما يكون المصلون في قارة والميت مدفون في قارة أخرى.

وقد صلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) صلاة الغائب على النجاشي أصحمة ملك الحبشة فقد كان مسلمًا ومات في الحبشة، فجاءه (صلى الله عليه وسلم) الخبر من السماء فأعلنه للصحابة.

فعن عمران بن حصين (رضي الله عنه) قال: قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن أخاكم النجاشي قد مات فقوموا فصلوا عليه، قال فقمنا فصففنا كما يصف على الميت وصلينا عليه كما يُصلى على الميت.” رواه الترمذي

ما حكم صلاة الجنازة؟

صلاة الجنازة من الفروض ولكنها ليست من الفروض العينية التي تلزم كل مسلم ويجب عليه أداؤها وان قصر فيها يأثم، بل هي من الفروض الكفائية التي إذا قام بها البعض سقط إثم التقصير فيها عن الكل أما إذا لم يقم بها أحد من المسلمين عمهم الإثم والوزر جميعًا حتى يقوم بها بعضهم.

وهذا هو قول الجمهور من أهل العلم من فقهاء المذاهب الأربعة، فحكمها أنها فرض كفاية عند الحنفية والشافعية والحنابلة، واختلف عند بعض المالكية ولكن المشهور من مذهبهم أنها أيضًا فرض كفاية على المسلمين وفسر الشاطبي -رحمه الله- في الموافقات فرض الكفاية بأنه: “متوجه على الجميع، لكن إذا قام به بعضهم سقط عن الباقين”.

صلاة الجنازة للنساء

صلاة الميت
صلاة الجنازة للنساء

اتباع الجنائز حتى المقابر بالنسبة للنساء ففيه نهي ولكنه نهي تنزيه لا تحريم، فعن أم عطية الأنصارية (رضي الله عنها) قالت: “نُهينا عن أن نتبع الجنائز ولم يعزم علينا.” رواه البخاري ومسلم

وبه قال جمهور العلماء، بينما رأى الإمام مالك أنه جائز واستدل بما جاء عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان في جنازة فرأى عمر امرأة، فصاح بها، فقال: “دعها يا عمر” رواه ابن أبي شيبة، واستدل أيضًا بعمل أهل المدينة.

حكم صلاة الجنازة للنساء

مع ما ذكرناه سابقًا فإن الستر للنساء أولى من مزاحمة الرجال سواء في صلاة الجنازة أو في غيرها.

فعن أم حميد (رضي الله عنها) أنها جاءت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، قال: “قد علِمْتُ أنَّك تُحِبِّينَ الصَّلاةَ معي وصلاتُك في بيتِك خيرٌ مِن صلاتِك في حجرتِك، وصلاتُك في حجرتِك خيرٌ مِن صلاتِك في دارِك، وصلاتُك في دارِك خيرٌ مِن صلاتِك في مسجدِ قومِك، وصلاتُك في مسجدِ قومِك خيرٌ مِن صلاتِك في مسجدي” رواه أحمد، ولفظة (بيتك) الأولى هي أخص مكان للمرأة في منزلها، والحديث يفيد أنه الخصوص أفضل للمرأة وأكثر ثوابًا من العموم.

هل يجوز صلاة الجنازة بدون وضوء؟

  • الإجابة على هذا السؤال يسيرة لأن من البديهيات القول بأن صلاة الجنازة لا تجوز بغير طهارة، فكل ما يطلق عليه وصف صلاة سواء كانت مفروضة فرضًا عينيًا أو كفائيًا أو صلاة تطوع يلزمها أن يكون الإنسان على طهور.
  • فمن الشروط العامة للصلاة الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، والطهارة من الحدث الأكبر بالاغتسال والطهارة من الحدث الأصغر بالوضوء، فلا تجوز مطلق الصلاة إلا بالطهارة.
  • وهذا مذهب الجمهور ومذهب الظاهرية أيضًا فكلام ابن حزم الظاهري يدل على أن رأيه موافق للجمهور باشتراط الطهارة لصلاة الجنازة كسائر الصلوات.
  • واختلف بعض العلماء في أنهم لا يستوجبون الطهارة لصلاة الجنازة، إذ نظروا لها باعتبارها دعاء وليس صلاة، وهذا الرأي مخالف لرأي الجمهور فيها بل يكاد يكون مخالفًا لإجماع أهل العلم ولذلك لم يلتفتوا إليه.
  • أما إذا نظر للوضوء بحد ذاته، فالأصل أن يتيمم الإنسان إذا فقد الماء أو لم يتمكن من استخدامه أو تعذر الوقت وضاق عن الوضوء فيمكن ان يخرج الوقت لو توضأ فيجوز له التيمم، فمن هنا رجح بعض العلماء أنه يمكن أن تؤدى صلاة الجماعة بالتيمم مع وجود الماء إذا خاف المصلي فوات صلاة الجنازة إن اشتغل بالوضوء.

هل يجوز للمرأة صلاة الجنازة؟

الخطاب في الإسلام للمكلفين يشمل الرجال والنساء على حد سواء إلا ما قد يرد من الله أو النبي (صلى الله عليه وسلم) على تخصيصه، ولذا فلا يوجد نص في الإسلام باتفاق جميع العلماء يمنع المرأة من شهود صلاة الجنازة.

هل يجوز الصلاة على الميت مرتين؟

ورد في الصحيحين أن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال: انتهى النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى قبر رطب فصلى عليه وصفوا خلفه وكبر أربعًا، وورد أيضًا في الصحيحين كذلك أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد فسأل عنها النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: ماتت، قال: “أفلا كنتم آذنتموني؟ قال: دلوني على قبرها فدلوه فصلى عليها”.

وتقم المسجد أي تنظف المسجد من القمامة، وبالطبع ما دامت قد دفنت فمن المؤكد أن هناك مسلمين قد صلوا عليها، فأعاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الصلاة عليها.

فلهذا أجاز عدد من الفقهاء أن يصلى المسلم على الميت الذي لم يصل عليه، أما تكرار الصلاة على ميت سبق للمسلم أن صلى عليه فلا يوجد دليل به، والأصل أن الصلاة توقيفية ليس فيها ابتداع صلوات لم يشرعها الله ولا رسوله الكريم.

ما حكم الصلاة على الأجزاء المقطوعة من جسد الحي؟

إذا تم بتر عضو أو جزء من عضو من جسد مسلم حي وأراد المسلمون دفنه فلا يغسل ولا يصلى عليه، وإنما يكرم ويدفن في مدافن المسلمين لأن دعاء الميت لا ينطبق على الأجزاء المبتورة، فالإنسان لا يزال حيًا وإنما يتم دعاء الميت لمن مات فعلًا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *