خطبة عن المخدرات وأضرارها

hanan hikal
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif16 سبتمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إن أهم ميزة ميز بها الله تعالى الإنسان هي العقل، العقل الواعي المدرك المسلّح بالمعارف وبالخبرات، والذي يعرف كيف يختار طريقه، وينظر ويتفكّر، ويعمل وينتج، ويبني ويعمّر، ويربّي نفسه وأبناءه على حب الخير وعمل الخير، وعندما يغيب هذا العقل يصبح الإنسان أكثر ضلالًا من بهيمة، لا يعرف ولا يدرك، وقد يرتكب كل الموبقات دون أن يشعر، ويصبح حملًا زائدًا على البشرية، ولذا فقد حرّم الله كل ما يذهب العقل ويغيبه، مثل الخمر والمخدرات والمسكرات الآخرى بكل أنواعها، لما فيها من مفاسد لا يعلم أحد غير الله حدودها.

خطبة عن المخدرات

خطبة عن المخدرات بالتفصيل
خطبة عن المخدرات

الحمد لله الذي منّ على عباده بالإرادة والوعي والقدرة على الاختيار، وميّز بينهم بتقواه، وبالعمل الصالح، وهو الذي أحل لهم الطيبات وحرّم عليهم الخبائث، ونصلي ونسلم على خير قدوة للأنام سيدنا محمد بن عبد الله شفيعنا وهادينا ومرشدنا ومنذرنا من عذاب الله.

أما بعد؛ أيها الإخوة الكرام إن الله يريد للمؤمن أن يجمع شتات نفسه، وأن يكون واعيًا متفكرًا في خلق الله، يعرف كيف يختار، وكيف يؤدي ما عليه من مسؤوليات وعبادات، وهذه الأمور كلها تحتاج إلى عقل يقظ لا تتلاعب به المسكرات وتؤثر على أحكامه فهي توقع العداوة والبغضاء بين الناس، وهي دنس بنص الآية القرآنية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ.” ولقد أجمع الفقهاء على أن الخمر هي كل ما خامر العقل وآثّر عليه، ومن ذلك المخدرات والعقاقير التي تسبب الإدمان.

إخواني الأعزاء، إن الله طيب لا يحب إلا الطيب ولا يقبل إلا الطيب ولذلك فقد أحل لنا كل ما فيه خير وتنصلح عليه أحوالنا في الدنيا والآخرة، وحرّم علينا الإثم والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وكل ما يؤدي إليها مثل المخدرات، قال تعالى: “وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ.” فالله هو أعلم بخلقه وبما يصلح أحوالهم، ولذلك يأمرهم بالبعد عن ما يدمر حياتهم ويسيء إليهم، وهو يأمرهم بالمعروف والخيرات.

خطبة قصيرة عن المخدرات

خطبة قصيرة عن المخدرات وكيفية تجنبها
خطبة قصيرة عن المخدرات

أخي الكريم، لقد خلقك الله فصوّرك فعدلك، وميّزك على جميع مخلوقاته، وحملك في البر والبحر كما جاء في قوله تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا.”

وهذا التفضيل يكون بالعقل والقدرة على الاختيار، وطاعة الله في عمل الخير وتجنب المحرمات، وكل تلك المزايا تذهبها المخدرات فتتركك كائنًا بائسًا محطّمًا لا تقدر على شئ، ولا خير يرجى فيك إلا أن ينجيك الله من براثنها، فالمدمن يمكن أن يفعل أي شئ مهما كان حقيرًا ووضيعًا. عافانا الله وإياكم من هذا البلاء.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن ما يندرج تحت قائمة المواد المسكرة: الخمور بكل أنواعها، والباربيتيورات، والقنّب، والكوكايين، والميثاكوالون، والأفيون وأشباهه، والبنزوديازيبينات، وجميع أنواع المنشطات التي تستخدم حاليًا لتحسين الأداء الرياضي.

وكل هذه المركبات تضر بصحة الجسم وبخلايا الدماغ ضررًا بالغًا، وحتى ولو لم يظهر تآثيرها على الفور، فقد تحدث هذا الدمار على المدى الطويل، ويكون دمارها غير رجعيًا، ولذلك علينا أن ننشر الوعي بتأثير هذه السموم الضارة، وخاصة بين أبنائنا المراهقين، حتى يتجنبوا الوقوع في هذه الفخ المشين، ويكونون على قدر المسؤولية، وينمون نافعين لأنفسهم وأهليهم وأوطانهم.

خطبة مشكولة عن المخدرات

خطبة مشكولة عن المخدرات وأضرارها
خطبة مشكولة عن المخدرات

أيُها الإخوَةُ الكرامُ، سلامٌ عليكمُ من الله طيّبًا مباركًا فيه، أمّا بَعد؛ إنّ لكلّ مخدّر أنواعٌ مختلفةٌ من التلفيّات يتسبب فيِها للمُدمن، وهَذه المخدّرات يُمكن أن تتسبّب فِي اعتلاَلات دِماغية، ومُشكلات مجتمعيّة، وحوَادث طُرق، أو تَدفع المُتعاطي للإنتحار، أو ارتكاَب جرَائم مروّعة مِثل القَتل.

وتَرتفع نِسب الانتحار بين مُتعاطي المُخدرات بدرجَة كبيرة، حيثُ يعدٌ الإدمان أَبرز أسبَاب الانتحار، وذلك لتأثيراتهِ الخطيرة على كيمياءِ المُخ، ولأنّه يسبّب العُزلة الاجتماعيّة، كما أنّه قد يتسبّب في تناوُل المُدمن لجُرعات عَالية بُغية الحُصول عَلى تأثيرٍ قويٍ ما يؤدّي إلى هلاكه، وتُقدّر نسبة المُدمنين المُنتحرين من بين العَدد الإجمَالي في سنّ المراهَقة بحوَالي 25% تقريبًا.

ويكفي أن يكون تعَاطي هذه الموبِقات يستجلِب غضب الله، قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم: “إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين؛ فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له”.

خطبة عن المخدرات وأضرارها

أيها الإخوة الكرام، إن المجتمعات التي تنتشر فيها المخدرات، مجتمعات مفككة، ينعدم فيها عوامل الأمن والأمان، وهي بيئة سيّئة تدعم وجود كافة الجرائم، ولا تمتلك أسباب النصرة والرفعة والتقدم.

إن الواجب علينا جميعًا أن نبحث في أسباب انتشار المخدرات، وإقبال الشباب عليها وتتبع جذور هذه الأسباب لعلاجها، وحماية النشأ من مخاطرها، ويعتبر خبراء علم النفس أن أهم أسباب تعاطي المخدرات هي:

  • انشغال الوالدين وعدم وجود رقابة وتوعية منزلية، وغياب القدوة الصالحة.
  • غياب الدور التربوي للمدارس ودور العلم، حيث يجب على هؤلاء توعية الطلًاب والطالبات بمخاطر هذه السموم عليهم وعلى مستقبلهم وحياتهم.
  • اضطرابات الشخصية، والتعرّف على أصدقاء السوء الذين يجرّون الصغار نحو الإدمان.
  • وجود وقت فراغ بدون أشياء مفيدة تشغل هذا الفراغ مثل ممارسة الرياضة والقراءة وغيرها.
  • التدخين أيضًا أول خطوة في طريق الإدمان، وأغلب المدمنين على المخدرات بدأ الأمر معهم من التدخين.

إن كل هذه الأسباب تحتاج إلى تكاتف المجتمع، للتخلص منها، وتوعية الشباب وإيجاد متنفس لهم بممارسة الرياضة والترفيه الذي يحسن من حالتهم النفسية بدون الوقوع في الخطأ أو ارتكاب المحرمات.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله -عز وجل- يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه.”

خطبة عن المخدرات قصيرة جدًا

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم ترشدون، أما بعد؛ إن المخدرات فساد للقلب والعقل، وهي مهلكة للمال، مضيّعة للكرامة، وهي من أشد المفاسد، ومجلبة لكل الشرور والأضرار.

وإن أكثر من يدل الشباب على هذه المفسدة المهلكة، هم أصدقاء السوء، فعلينا أن نبتعد عن مثل هؤلاء وأن نستنّ بسنة نبينا الكريم ونمتثل لقوله: “إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً.” فنتخيّر من نصاحب ومن نجالس.

فكونوا على حذر إخواني الأعزاء، وانشروا الوعي بين الأبناء والأسرة والأصدقاء، حتى يعلم الجميع ما في هذه المحرمات من مفاسد، نسأل الله لنا ولكم الهدى والتقى والعفاف والغنى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *