خطبة الحاجة بالتفصيل

hanan hikal
2021-09-09T22:53:48+02:00
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif9 سبتمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إن خطبة الحاجة هي أحد الأمور التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس إذا كانوا يريدون قضاء حاجة ما، مثل النكاح، أو البيع، وغيرها من الأمور التي يسعى الناس في طلبها، فإذا أرادوا توفيقًا من الله وسدادًا في أمورهم، استنوا بسنة النبي الكريم وقالوا خطبة الحاجة، كما جاء في الحديث الشريف: “ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يكونَ اللهُ ورسولُهُ أحبُّ إليه مِمَّا سِواهُما، و أنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ، و أنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ؛ كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ.”

خطبة الحاجة بالتفصيل
خطبة الحاجة

خطبة الحاجة

لقد ورد ذكر خطبة الحاجة في حديث عبد الله بن مسعود، الذي ذكر في صحيح الألباني وصححه ابن ماجه، وفي هذا الحديث أثنى بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ما آتاه ربّه من فصاحة، وما علّمه من خير وخلق حميد، وعلى حرصه على أن يفيد المسلمين بكل ما هو نافع، ونصحه لهم بكل ما ينصلح عليه حالهم في الدنيا والآخرة، وتعليمهم ما ينفعهم، وفي هذا الحديث جاء ذكر نص التحيات التي تقال في نهاية الصلاة، وجاء أيضًا خطبة الحاجة، وكانت بداية الحديث كالتالي: “أوتيَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ جوامعَ الخيرِ، وخواتمَهُ، أو قالَ: فواتحَ الخيرِ، فعلَّمنا خطبةَ الصَّلاةِ، وخطبةَ الحاجةِ، خطبةُ الصَّلاةِ: التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليْكَ أيُّها النَّبيُّ، ورحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحينَ، أشْهدُ أن لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وأشْهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ”.

خطبة الحاجة مكتوبة

تتضمن خطبة الحاجة حمد الله والاستعانة به واستغفاره، وطلب هداه ومغفرته، والشهادة بوحدانيته وبنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وثلاثة آيات بينّات عن تقوى الله.

مقدمة خطبة الحاجة

الحمد لله وحده المستحق للحمد بكل صوره وأنواعه، وبه نستعين على كل ما أهمنا من أمور، ونستغفره على كل الهفوات والمعاصي، ما علمنا منها وما لم نعلم، ونلجأ إلى الله ونحتمي بقدرته، ونسأله أن يعصمنا من شرور الشياطين ونفثهم ووسوساتهم، ونسأله الهدى والتقى والعفاف والغنى، فمن يهديه الله لا يضله أحد، ومن يضله فلن تجد له وليًا ولن تجد له مرشدًا.

إن الاستعانة بالله في كافة الأمور تجعل التوفيق حليفنا، والخير غايتنا، ولذلك فإن القاء خطبة الحاجة من الأمور التي تجعلنا نذكر الله في الأمور التي تهمنا، وبحسب السنة يجب أن يتلو الإنسان بعض الآيات في أعقاب إلقاء الخطبة، ولقد اختار الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الآيات الثلاثة:

  • “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.” – سورة آل عمران، وفي هذه الآية ينادي الله تعالى المؤمنين به لترك المعاصي والإيمان به وتقواه حتى يلقونه وهم محسنون.
  • “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.” – سورة النساء، وفيها أيضًا إلزامًا للمؤمنين بتقوى الله.
  • “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا”. – سورة الأحزاب

ويلاحظ أن الآيات الثلاثة تتحدث عن تقوى الله، فهي وحدها الكفيلة بأن تحقق لكم غاياتكم، وأن تصلح ذات بينكم، وأن تطرح البركة في أعمالكم، وفيما لكم من حاجات.

نص خطبة الحاجة

أما عن نص خطبة الحاجة كما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان على النحو التالي:

“أنَّ الحمدَ للَّهِ، نحمدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللَّهِ من شرورِ أنفسنا، ومن سيِّئاتِ أعمالنا، من يَهدِهِ اللَّهُ فلاَ مضلَّ لَهُ، ومن يضلل فلاَ هاديَ لَهُ، وأشْهدُ أن لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وحدَهُ لاَ شريكَ لَهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ.”

بعد ذلك تقرأ ثلاثة آيات بينات من سورة آل عمران والنساء والأحزاب، تتحدث جميعها عن تقوى الله في السر والعلن، فبتقوى الله وحدها يصلح الله أعمالكم، ويوفقكم في جميع شؤونكم.

شرح خطبة الحاجة

إن الإنسان المؤمن الموقن بقدرة الله تعالى يعتمد عليه في كافة شؤونه، ويسأله التوفيق والسداد والعون، وهو يحمد الله جل شأنه على ما أولاه من نعم، وهو يسأله كما أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.”

وبعد الحمد والاستعانة، نستغفر ربنا على ما بدر منا، ونطلب منه الهدى والمغفرة، ونشهد شهادة الإخلاص لله وحده لا شريك له ونشهد بأن محمد عبده ورسوله.

خطبة الحاجة في النكاح

يقول جمهور العلماء أن قراءة خطبة الحاجة عند عقد النكاح من الأمور المستحبة التي تستجلب رضا الرب وتوفيقه وبركته، ولكنها ليست لازمة، أو شرط من شروط صحّة العقد.

ويتم الزواج بقول الولي لطالب الزواج لفظ “زوجتك إبنتي” فإذا قال الرجل “قبلت” كان العقد ساريًا، ولا تحل المرأة إلا بصداق كما جاء في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة.

قال تعالى: “وأحلّ لكم مّا وراء ذلكم أن تبتغوا بأموٰلكم مّحصنين غير مسـٰفحين فما استمتعتم به منهنّ فـئاتوهنّ أجورهنّ فريضةً ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إنّ اللّه كان عليماً حكيماً.”

خطبة الحاجة في العقود

إن خطبة الحاجة هي مقدمة يسأل الله بها الناس التوفيق في أمورهم، وأن يكون ما بينهم مبنيًا على أساس سليم من تقوى الله، فما بني على صواب كان أدوم وأكثر بركة، قال تعالى في كتابه الحكيم: “أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.”

فكان المسلمون الأوائل يستعينون بهذه الخطبة على قضاء كافة حوائجهم، كما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.

وعندما تقرأ هذه الخطبة بين متعاقدين فكأنما يستشهدان الله على ما بينهما، ويجعلانه حكمًا على الخائن والناكص.

حكم خطبة الحاجة

بحسب الفقهاء، فإن خطبة الحاجة هي مستحبة، ولكنها ليست لازمة لصحّة العقود، فمن قالها كانت خيرًا له، ومن لم يقولها لم يتسبب ذلك في بطلان العقد الذي يلتزم به مع الأطراف الآخرى.

متى تقال خطبة الحاجة

إن خطبة الحاجة يمكن أن تقال عند كل حاجة يريد الإنسان تحقيقها، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تقال في جلسات الصلح، وإذا أردت أن تُعلم الناس بأحد الأمور المهمة، يمكنك أن تبدأ بتلاوتها عليهم، وكذلك يمكن للخطيب يوم الجمعة أن يبدأ بها خطبته، وفي العيدين كذلك، وهي تقال عند عقد الزواج، ويمكن أن يستعين بها المرء على كل حاجة يريد إتمامها على أكمل وجه. ويطلب فيها رضا الله وتوفيقه وسداده، وصلاح أمره في الدنيا والآخرة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *