يوجد أديان عديدة حولنا وتتميز بالشعائر والمعتقدات الخاصة بها فينتج عنها مناسبات تُميِّزها عن الأديان الأخرى، وإذا تعمّقنا في المناسبات الخاصة بالدين الواحِد سنجِدها تختلِف في الاحتفال ولكِن جميعها تتفِق في الفرحة التي تعُم على قلوب المعتنقين لهذا الدين، وفي هذا الموضوع سنسلِّط الضوء على مظاهِر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
مقدمة تعبير عن المولد النبوي الشريف
إذا ذكرنا الرسول عليه الصلاة والسلام يخطُر في بالنا يوم مولِده الذي يجعل العالم بأكمله مُزيَّن بالأنوار والاحتفالات والحلوى اللذيذة والأفلام والابتهالات الحامِلة لحياته باختصار شديد داخِل بضع من الساعات والسعادة التي تملأ التِلفاز ووسائل الإعلام المتواجِدة في هذا اليوم.
وعِندما يقوم الطالِب بكِتابة مقدمة عن المولد النبوي الشريف يجب أن يذكُر بعض العناصر كتمهيد لما سيكتبه بداخِل متن الموضوع وهذه العناصر تدور حول الأجزاء التالية:
- الفرق بين المولد النبوي والأعياد وهل يُعتبر عيد أم لا.
- لماذا يحتفِل المسلمين بهذا اليوم، ومن هم أول من احتفلوا به في العصور الإسلامية.
- الآراء التي دارت حول هذا الاحتفال مع الأسباب الخاصة بوجهة نظر كل رأي.
- نبذة قصيرة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلَّم.
- الأمور التي يُفتَرَض أن يتم فِعلها مِن قِبَل المسلمين في هذا اليوم.
موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف بالعناصر والأفكار
هُناك فرق كبير بين الأعياد الإسلامية ومولد النبوي الشريف، فالعيد الإسلامي هو شيء أعطاه الله للمسلمين للاحتفال بشكل يجعلنا أقرب له سبحانه وتعالى، فعلى سبيل المثال المسلمين يحتفلوا بعيد الفِطر ليعبّروا عن فرحتهم العارِمة بإتمام العِبادة في شهر الصوم، والوقت الحقيقي والشرعي لهذا العيد هو يوم واحِد فقط، ومعروف أحيانًا عِند البعض بيوم الزكاة أي يتم فيه توزيع الزكاة الخاصة بالفِطر على الفقراء والمساكين، وكل ما هو يصح أن توزّع هذه الزكاة عليه، وكذلك يتم الاحتفال بعيد الأضحى الذي يأتي بعد موسم الحِج بتوزيع الصدقات وذبح الأضحيات.
أما الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هي عادة وتعبير عن الفرحة بخلق سيدنا مُحمَّد، وإحياء لذكراه الجميلة العظيمة طوال حياتنا ولكِّنه لا يعتبر عيد وليس فرض الاحتفال به على مستوى العالم، بل هو مُجرَّد تعبير عن السعادة بوجود أشرف الخلق وتشريف الأرض بنزوله عليها، كل هذا نابِع من حبنا لله عز وجل.
موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف
إذا تطرقنا لكِتابة موضوع تعبير حول المولد النبوي الشريف فيجب علينا البحث عن الشخص الأول الذي احتفل بهذا اليوم، فكانت الإجابة هي أنّ الرسول بنفسه هو الذي كان يحتفِل ولكِن بشكل ديني.
فكان يصوم هذا اليوم ويزيد مِن قراءة القرآن وذِكر الله وكان يتبعه عدد كبير من الصحابة والمُسلمين.
أول من اهتم باحتفالية المولِد النبوي بعد وفاة الرسول:
فلا يجب على الطالِب أن يقوم بعمل موضوع عن المولد النبوي الشريف دون أن يذكُر أكثر شخص اهتم بقيام الاحتفالات الخاصة بهذا اليوم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلَّم، فهو إمام كبير يُعرَف باسم الإمام السيوطي الحاكِم لشمال العِراق (إربيل).
مظاهِر الاحتفال المتنوِّعة في العصور الإسلامية المختلِفة:
يُعتَبر ذِكر طُرُق الاحتفال التي ظهرت في الدِوَل الاسلامية عُنصُر هام في التحدُّث حول تعبير عن المولد النبوي الشريف حيث اختلفت الدِول الإسلامية في التعبير عن فرحتهم بقدوم النبي الكريم، فاهتمت الدولة الفاطمية لأغراض تُزيد من التقرُّب إلى الشعب المصري حيثُ أقاموا احتفالات كبيرة بهذا اليوم، ثم قاموا باختراع الحلوى التي انتشرت حاليًا بين المصريين.
وكان هذا نوع من أنواع السياسة التي أدخلوها الفاطميين في مصر، وهي جعل كل مناسبة دينية لها بصمة خاصة ولكِن عن طريق الطعام، حيث عُرِف عن الشعب المصري أنّه يعشق الأكل بكل أنواعه فخلقوا الربط بين المواسم الدينية في مصر والحلوى مختلِفة كالكعك وحلوى المولد وغيرها من باقي المظاهِر الدينية التي ارتبطت بأطعِمة مختلِفة.
فإذا تحدثنا عن الاحتفال فيجب علينا ذِكر مظاهِر الفرحة بهذا الموسِم في العصر العباسي والعثماني في بحث عن المولد النبوي الشريف حيث كانوا يحتفلوا به باستخدام المظاهِر الدينية ويقيموا الصلاوات والابتهالات والأشعار الخاصة بالرسول في أكبر المساجِد بالدولة.
وعلى الطالِب عِندما يُطلَب مِنه موضوع إنشاء عن المولد النبوي الشريف يجب أن يذكُر صلاح الدين الأيوبي وكيفية احتفاله بهذا اليوم الجليل.
فاشتهر صلاح الدين الأيُّوبي بُحبه للرسول فكان لديه طقوس خاصة بالاحتفال في هذه المناسبة فكان يأمُر بتفريق الأموال وذبح الكثير من المواشي والأغنام، ونصب موائِد الرحمن في كافة البِلاد التي كانت تحت سُلطِته ولم يكن يحتَفِل بها في يوم واحِد نظرًا لأنّ الشيعة تعتَقِد أنّ الرسول قد ولِد يوم 17 من ربيع أول بينما في الحقيقة هو تم ولادته في يوم 12 من نفس الشهر.
تعبير عن أهمية المولد النبوي الشريف
إذا كُنا نتحدث عن موضوع تعبير عن أهمية المولد النبوي الشريف فيجب علينا إدراك مدى أهمية انتشار ذِكر النبي في هذا اليوم، فدارت الأقاويل الآراء حول الاحتفال بين مؤيدين له ومعارضين له.
فكان رأي المؤيدين يهتم بما يلي:
- هذا اليوم يحثنا على ذِكر الرسول والدين والتقرُّب إلى الله بعمل الأشياء التي كان يفعلها النبي في هذا اليوم كسُنة عنه.
- كما أنّ نشر سيرته الحميدة وتوضيح صورة الإسلام الحقيقية وتصحيحها في نظر الجميع بنشر أخلاق النبي العظيمة التي أقسم بها الله في قرآنه الجليل عِندما قال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) آية رقم 4 سورة القلم.
- وهذا يُعتَبَر أمر هام جِدًا في عصرنا الحديث ففي هذه الأجيال ازداد التفتُّح وتبادُل الثقافات، فإذا لم نفعل أي شيء لاسترداد عروبتنا وهويتنا الإسلامية فسيحدُث ابتعاد كامل عن أهم أمر ورِسالة وضعها الله على الأرض.
- ومِن المُمكِن أن تكون فُرصة لتعليم أطفالِنا وذِكر نبذات صغيرة حول حياة الرسول صلى الله عليه وسلَّم، عن طريق عمل مُسابقات بينهم وتدور المسابقة حول البحث عن حياة الرسول ومعرِفة أهم الصِفات التي اشتهر بها ولِماذا؟
ولكِن إذا قُمنا بصُنع بحث عن أهمية المولد النبوي الشريف يجب عرض الرأي المعارض للاحتفال به حيث كانت أسبابه تدور حول ما يلي:
- فقالوا إنّ إقامة حفلات وتوزيع حلوى ليست موجودة بالشرع أو الدين بينما هذا كله يُعتَبَر بِدعة، فلم يأمُرنا الله ورسوله بعمل ذلك.
- وأنّه ليس بفرض على أي شخص مُسلِم.
موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف قصير
يجب على الطالِب عِند كِتابة تعبير عن المولد النبوي قصير ذِكر المظاهِر التي حدثت في يوم ميلاده بشكل من الإيجاز على النحو التالي:
ولِد الرسول محمد صاحِب الرسالة الإسلامية في يوم 12 من ربيع أول في عام الفيل، وقد تم تسميته بهذا الاسم لأنّه حدث فيه واقعة الفيل التي كان شببها أبرهة الحبشى الذي أراد أن يهدم الكعبة بأفيال ضخمة، وأرسل الله عليهم طيور أبابيل وقاموا بالقضاء عليه هو وجنوده وأفياله وذُكِرَت هذه الواقعة في القرآن الكريم في سورة قصيرة حملت اسم الفيل.
كما تم تسمية الرسول باسم مُحمَّد من قِبل جِده عبد المُطِلِب حتى يكون محمود عِند الله بين الملائكة وعلى الأرض بين الناس، وطاف به في الكعبة وأقام الاحتفالات وأمر بذبح الجِمال ودعى للرسول بأنّه يكون شخص محبوب ومُبارك.
وهُناك بعض المعلمين يقوموا بطلب موضوع عن المولد النبوي قصير ويأمروا الطُلّاب بذِكر مجموعة مِن صِفات النبي البارِزة فيه وآثارها على انتشار الدعوة الإسلامية في البلاد العربية، فكان الرسول معروف بالصادِق الأمين مما جعل المشركين لا يستطيعوا أن يكذِّبوه فقاموا بصُنع قِصص وإشاعات بين القبائل بأنه قد أصابه الجنون أو تعلَّم السِحر والدَجَل وغيرها من الأقاويل غير المجدية.
وعِند عمل بحث قصير عن المولد النبوي الشريف وقُمت بقراءة بعض المقتبصات التي قيِلت على ألسنة أعداء الرسول الذين أهداهم الله إلى الإسلام بعد ذلك، فستجِد أنّهم جميعًا يشكروا في أخلاقه فقد اتفقوا على أنّ النبي يقول ما يفعل فإذا أمر بشيء يقوم بفعله وإذا نهى عن شيء يبتعد عنه، وإذا بشَّر بخير يحدُث وإذا حذَّر من شيء يحدُث مما صدَّقوا أنّه النبي.
وأكثر القِصص شهرة هي قصة حسَّان ابن ثابت الشاعِر الهِجائي الذي تم تأجيره من قبل المشركين لكي يهجو النبي أمام القبائل فقام بانتظاره على تلة عالية حتى يرى أي صِفة فيه أو في مظهره أو في طِباعه لكي يكتُب الشِعر الهِجائي عليه.
وعِندما ظهر الرسول وطل على حسَّان قام بإغلاق عينه بسبب نور المًصطفى وذهب إلى المشركين وقال: والله لم أجِد فيه شيء نستخدمه لكي نقوم بالهجوم عليه، فخذوا مالكم وأنا شاهِد أنّه نبي مبعوث مِن عِند الإله الأعظم.
خاتمة تعبير عن المولد النبوي الشريف
وفي خاتمة موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف يجب علينا أن ننشُر الحقائق وندعِم ديننا ونُقوم بعمل ما تُمليه علينا قلوبنا وضمائرنا اتجاه ديننا ورسولنا.
كما يجب علينا احترام الشعائر والأديان الأخرى مِثلما قال الله والرسول لنا، فلكي ينجو إسلامنا من هذه الإشاعات المغلوطة التي التصقت فيه رُغمًا عنه، علينا أن نتحلَّى بالنَفْسْ الطويل والصبر على تصليح الصورة الذهنية لنا، ورسم أفضل مِنها في الأجيال القادِمة.
كما يجب على الطالِب أن يكتُب خاتمة عن المولد النبوي الشريف خاصة ببعض العادات التي كان يفعلها ونذكُر حياء الرسول مع الغير ومع الله، وكيف كان عادِل وحكيم ويعفو عِندما يتملَّك مِن أعدائه فأقل ما يمكننا فعله هو إحياء ذِكراه في يوم مولِده بشكل صحيح يليق بالرسالة العظيمة التي أتى إلينا بها.
