ما معنى الجنابة؟ وهل يجوز النوم على جنابة في رمضان؟ أم لا؟

يحيى البوليني
اسلاميات
يحيى البولينيتم التدقيق بواسطة: Mirna Shewil8 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات

النوم على جنابة في رمضان
اعرف أكثر عن النوم على جنابة في رمضان ونية الصيام

يجدر بنا بداية أن نذكر معنى الجنابة، وأيضا حالات خروج مَني الرجل وخروج ماء المرأة وتأثيرهما على الإنسان، ولماذا سميت الجنابة بهذا الاسم؟

النوم على جنابة في رمضان

أولا: ما معنى الجنابة؟ وما سبب تسميتها بالجنابة؟

الجنابة معناها هو الحدث الأكبر، وهو الذي يمنع المُسلم من أداء بعض العبادات منعًا مؤقتًا إلى أن يغتسل، ولا يجوز منه هذه الأعمال ولو أداها قبل أن يغتسل لا تجزؤه.

وسبب تسميتها بالجنابة أن المسلم يجتنب فيها بعض الطاعات، ويتجنب بعض الأماكن، فلا يُصلي المُسلم، ولا يَمس المصحف فلا يقرأ القرآن من حفظه، ولا يطوف بالبيت الحرام، ولا يمكث في أي مسجد لمدة طويلة، فلا يمر به إلا كعابر سبيل فقط، ونلاحظ في هذه الأعمال جميعًا فإن المسلم ينتحي جانبا حتى يغتسل، فسُمي هذا الحدث بالجنابة.

والحدث الأكبر هو خروج الماء من الرجل أو المرأة لأي سبب أو حدوث جماع بينهما بصرف النظر عن نزول الماء أم لا.

والجماع يكون بتمكن الرجل من المرأة وإيلاج فَرجه في فرجها يتطلب الغسل أيضًا، وإن لم يحدث إنزال بينهما يتطلب الغسل ونزول المني من الرجل ونزول ماء الأنثى حتى بدون جماع بقصد وبغير قصد، وبشهوة وبدون شهوة، في اليقظة أو في النوم.

فالجماع أو مقدماته فقط وحدث الإنزال، أو استدامة الاستثارة بالنظر في المشاهد أو المداعبة بما يسمى بالاستمناء أو الاحتلام أثناء النوم، كل هذا يتطلب الغسل لرفع الجنابة أو ما يسمى برفع الحدث الأكبر.

ولا علاقة بين صحة العمل وجوازه وبين الغسل، فالغسل مفروض على المُسلم سواء كانت هذه الجنابة نتيجة الجماع بين الزوجين -وهو عمل مَشروع بل ويثاب المسلم والمسلمة على فعله- أو كان نتيجة جماع مُحرَّم كالزنا واللواط أو استمناء باليد أو بأي أداة، وهناك حالة واحدة وهي الاحتلام أثناء النوم، فهي الحالة المعفو عنها فلا أجر فيها ولا وزر.

ودليل ثواب الجماع بين الزوجين حديث أبي ذر (رضي الله عنه) حينما ذهب الفقراء يشتكون إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقرهم وقلة ما في أيديهم وأن الأغنياء يتفوقون عليهم في العبادات، فذكر لهم أن لهم سبيلا إلى الصدقات لا يشترط فيها أن يكون الإنسان معه مال.

فقال: “أوَ ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون، إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليله صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضع أحدكم صدقة”، قالوا: “يا رسول الله أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر”، رواه مسلم.

وهكذا فالجماع بين الزوجين صدقة من الصدقات، ولعل هذا المفهوم جاء غريبًا على مسامع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كما هو غريب على بعض المسلمين الآن، فتعجبوا وسألوا أيقضي أحدنا شهوته ويكون له بها أجر، فاخبرهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بالفعل العكسي بأنهم لو وضعوا نُطفهم في حرام أيكون عليهم وزر؟ فاجبوا جميعا بالإقرار، فقال وكذلك إذا وضعها في حلال يكون له بها أجر.

ودليل تحريم الزنا من القرآن الكريم، فيقول الله (عز وجل): “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” الإسراء – 32، وننتبه إلى النهي؛ فلم يَكن النهي عن فعل الزنا بل كان عن الاقتراب منه، فكل كلمة أو نظرة أو تصرف يقرب من الزنا، فإن الله قد نهانا عنه.

ودليل تحريم اللواط وغيره من الممارسات المُحرمة لإنزال المني من الرجل والماء من المرأة في قوله (تعالى): “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”، (سورة المؤمنون الآيات من 5-7)، فكل طريق غير طريق الزوجة -لأن مَلك اليمين أي الجواري لا توجد حاليًا- يدخل في قوله (تعالى): “وراء ذلك”، وهو طريق العدوان الذي حَرمه الله (سبحانه).

وشهر رمضان هو الشهر الذي فرض الله على المسلمين صيامه، وجعل صيامه ركنًا من أركان الإسلام الذي لا يعتبر المسلم مُسلما إلا بالالتزام بها، فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عُمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم( يقول: “بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان”، رواه البخاري ومسلم.

فهذه هي الأركان التي قام عليها الدين، وبدونها لا يكون المسلم مسلمًا، وقد جاء الأمر بالصيام في شهر رمضان واضحًا جليًا في كتاب الله (سبحانه) فقال: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، سورة البقرة 185.

والصيام في شهر رمضان وغيره يكون بالامتناع التعبدي لإرضاء الله عن الطعام والشراب وشهوة الفرج من آذان الفجر حتى آذان المغرب، بينما أحل للمسلمين كل ما امتنعوا عنه فترة ما بعد آذان المغرب إلى آذان الفجر في اليوم التالي، فيأكل ويشرب المسلمون ويجامعون زوجاتهم في هذا الوقت بلا قيد.

فيقول الله (عز وجل): “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” سورة البقرة 187.

فالطعام والشراب والجماع للمتزوج مُباح حتى يتبين الخيط الأبيض من الخياط الأسود من الفجر، وإنما يمتنع الجماع في الليل فقط للمتزوج المعتكف في المُسجد، فلا يجوز له الجماع احترامًا لقُدسية المسجد لا للنهي عن الجماع ذاته، فالجماع مباح لكن لا يكون في المسجد والزوج والزوجة معتكفان بدليل قوله: “وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ”.

إذن الجماع يُبطل الصوم ويتسبب في الإفطار، وأيضًا خروج المني بطريق إرادي بأي وسيلة يبطل الصوم، ويسبب الإفطار في هذا اليوم.

ومن أفطر متعمدًا في رمضان، فعليه إعادة هذا اليوم، فمن أفطر لعذر كالمرض أو السفر أو بالنسبة للنساء خاصةً العذر الشهري الدائم كالحيض والنفاس، فيعيد هذا المعذور اليوم الذي أفطر فيه ويسمى القضاء، ويظل مدينًا به لا يسقط عنه إلى آخر عمره حتى يؤديه، وإن مَات قام عنه أولياؤه وورثته بالصيام سدادًا لهذا الدين لله.

فعن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “من مات وعليه صيام صام عنه وليه”، متفق عليه.

ولكن من أفطر متعمدًا بالجماع يلزمه إعادة اليوم الذي جامع فيه مع كفارة لهذا العمل السيئ الذي لم يحترم فيه حُرمة الصيام وحُرمة النهار في شهر رمضان.

والكفارة هي ثلاثة أمور تؤخذ بالترتيب التالي:

  • عتق رَقبة عن كل يوم جامع فيه، فمن لم يجد رَقبة ليعتقها كانعدام مال، فلا يَملكه أو لعدم وجود رقيق كزماننا الذي نعيش فيه، فيلزمه الاختيار الثاني.
  • صيام شهرين متتابعين، صيام شهرين عربيين متتابعين، أي متتاليين فإن أفطر في يوم يلزمه البدء من جديد لإن اليوم الذي أَفطر فيه يقطع التتابع، فبالتالي لا بد له أن يبدأ من جديد لشهرين متتابعين يبدآن بعد اليوم الذي أفطر فيه ويصومهما بلا انقطاع.

ولا يَقطع التتابع دخول شهر رمضان عليه، فيحتسب ما قَبله من الكفارة ويصوم رمضان فرضًا ثم يبدأ ثانية ويستكمل ليصله بما بعده، وكذلك لا يقطع التتابع يومًا العيدين الذي يُحرم صيامهما، وكذلك لا يقطع التتابع دخول أيام الحيض للمرأة التي يُحرم صيامها، فتفطر وجوبًا حينها ثم تبدأ بعد الطهر وتستكمل العدد.

وهي كما نرى كفارة صعبة شديدة، لكنها من جِنس ما فعل، فمن استهان بصيام يوم من رمضان كَفَّر عن ذلك بصيام ستين يومًا متتابعًا، وفي هذا تأديب شديد على هذا الفعل.

فمن لم يستطع لمرض أو تعب، وهو ملتزم بتقدير ذلك إن كان يرجو أن ينال رضا ربه، فيلزمه الاختيار الأخير.

  • إطعام ستين مسكينًا طعامًا متوسطًا يتناسب مع الطعام الذي يَطعمه هو، وهو يختلف تقديره بحسب الشخص والمكان والزمان، ولا بد أن يسأل العُلماء عن القَدر الذي ينفقه من الطعام ليستوثق لنفسه حِفظًا لدينه.

وبالطبع لكل من الزوجين كِفارة على حدة، فربما يستطيع الزوج صحيًا وبدنيًا الصيام، بينما لا تستطيعه الزوجة، فالكفارة تلزمهما كل على حدة، ولكل واحد منهم حكمه الخاص.

وينبغي في الإطعام أن يكون المساكين الذين سيطعمهم ممن لا يُلزم المكفِّر بالإنفاق عليهم كالأصول (الأب والأم والأجداد)، والفروع (الزوجة والأبناء والأحفاد) لإن نفقتهم واجبة عليه.

هل يجوز النوم على جنابة في رمضان؟

photo of sleeping man 3771069 - موقع مصري
هل يجوز النوم على جنابة في شهر رمضان؟

إجابة السؤال على سؤال ما حُكم النوم على جنابة في رمضان تتوقف على هل الجنابة حدثت في الليل؟ أم في النهار؟ ولأي سبب كانت الجنابة هل كانت إرادية؟ أم غير إرادية؟

فلو كانت الجنابة من جماع في نهار رمضان يصير مُفطرًا في هذا اليوم ويلزمه القضاء والكفارة التي تحدثنا عنها، وإن كانت لا إرادية كمن احتلم وهو نائم في نهار رمضان، فلا شئ عليه فيكمل صيامه ولا يقضي ولا يكفر، وأما إن كانت بسبب جماع في ليلة رمضان، فلا تؤثر في صومه، فالغسل ليس شرطًا لصحة الصوم.

فإن جامع الرجل زوجته في أي فترة من بَعد المغرب إلى الفجر ثم نام قبل أن يغتسل، فطلع عليه الصبح بأذان الفجر وهو لم يغتسل، فلا شئ عليه ولا يضره هذا الفعل، ودليل جوازه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يفعل ذلك.

فتقول أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها): “كان النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يُصبح جنبًا من جماعٍ ثم يغتسل ويصوم (عليه الصلاة والسلام)” رواه البخاري ومسلم، وكذلك قالت أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها): “كان يُصبح جنبًا من جماعٍ ثم يغتسل ويصوم ولا يقضي (عليه الصلاة والسلام)”، فليست هنالك مشكلة في الغسل ما لم يحدث الجماع في نهار رمضان بعد أذان الفجر، ولكن يجب الغسل قبل قضاء وقت الصلاة حتى لا يأثم.

وكذلك الحُكم ليس للرجال وحدهم، فللمرأة المتزوجة أن تؤخر الغسل إلى ما بعد أذان الفجر، ولا يَضر صومها شيء ولا يفسد مطلقًا، إذ لا ارتباط بين الجنابة وبين صِحة الصيام ما دامت لم تحدث الجنابة في النهار، وهو المحظور فيه الأكل والشرب والجماع.

وهل يجوز التقبيل والمداعبة بين الزوجين في نهار رمضان؟

من ناحية الجواز وعدم الجواز هذا الفعل جائز ولا شيء فيه، إذ أن كل فعل بخلاف الجماع أو إنزال المنى بين الزوجين جائز أثناء الصيام، ولكن ينصح بالابتعاد عن مثل هذه الأفعال في نهار رمضان خشية الوقوع في المحظور.

فقد تستبد بهم الشهوة ويكملان طريق الجماع بلا إلجام لشهوتهما أو قد ينزل أحدهما بدون جماع فيقع في المحظور، وحينها تجب الكفارات الثلاث بالترتيب الذي سَبق وذَكرناه، أما إذا لم يحدث جماع؛ فيبطل صيام هذه اليوم وعليه قضاؤه، والمرأة كذلك.

وهل ما ينزل من سوائل من الرجل أو المرأة حال المداعبة أو الشهوة في نهار رمضان يفطر الصائم؟

كل سائل ينزل من الرجل والمرأة إذا كان شيئًا آخر غير المني وماء المرأة لا يتسبب في إفطار الصائم ويكفي منه الوضوء للصلاة، والأولى كما قلنا الابتعاد عن ذلك حتى لا يقع المحظور وساعتها تتوجب الكفارة مع إعادة اليوم.

هل النوم على جنابة يبطل الصيام؟

خلاصة القول أنه لا توجد علاقة بين النوم على جنابة والصوم وأن النوم على جنابة لا يفسد الصيام لإن كثيرًا من الناس يسأل هل النوم على جنابة يفسد الصيام؟ أو ما حكم من نام على جنابة وهو صائم؟ أو هل النوم على جنابة يبطل الصيام؟ كل هذه الأسئلة إجابتها واحدة، وهي أن النوم على جنابة لا تُفسد ولا تبطل الصيام ما دامت الجنابة حدثت في الليل فلا أثر لها على صحة الصيام

هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر؟

والإجابة على هذا السؤال لا تتعلق بصحة الصيام، فالصيام صحيح ما دام المُسلم نوى الصيام من الليل في رمضان أو نوى صيام الشهر كله بداية، فالإجابة لا تتعلق بالصيام وإنما تتعلق بالصلاة.

فكيف للمسلم أن ينام ويترك صلاة الفجر تفوته، فالصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا، وموقوتًا تعني أن لكل صلاة وقتًا مُحددًا معلومًا تبدأ عنده وتنتهي عن دخول الوقت الذي يليه، والأولى بالمسلم ألا يفعل ذلك، أما من ناحية الصوم فالصيام صحيح، ولو نام الوقت كله من الفجر إلى المغرب لأنه لم يرتكب شيئًا من المفطرات في الوقت الذي لا يسمح فيه بالإفطار، فلا أكل ولا شُرب ولا جامع، فبالتالي صيامه صحيح.

ولكن هناك فرق بين صحة الصيام وبين كمال الأجر فيه، فمن ينام الوقت كله يختلف تمامًا عن الذي يكابد ويعاني الجوع والعطش والتعب في الصيام، فكلما كان العمل أكثر مشقة كان الأجر أعظم.

هل يجوز أنوي الصيام وأنا على جنابة؟

photo of man leaning on wooden table 3132388 - موقع مصري
هل يجوز أنوي الصيام وأنا على جنابة؟ أم لا؟

فالأصل لا علاقة بين النية وحال الإنسان فيجوز للإنسان أن ينوي الصيام قولًا وفعلًا وهو على جنابة، فالنية القولية باللسان فيقول نويت الصيام والنية الفعلية حتى لو لم يتلفظ بها الإنسان تعتبر نية أيضًا، فمن تسحر فهذه نية للصيام.

ونختم بقول جمهور الفقهاء من أئمة المذاهب الأربعة أن تأجيل الاغتسال من الجنابة إلى ما بعد أذان الفجر لا يضر بصحة الصوم في هذا اليوم ولا في صحة صيام الشهر كله.

واستندوا في رأيهم هذا إلي كثير من الصحابة الذين ورد عنهم هذا القول، منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبو الدرداء وأبو ذر الغفاري وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وأم المؤمنين عائشة، وأم المؤمنين أم سلمة وغيرهم (رضي الله عنهم) أجمعين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *