إذاعة مدرسية عن الأمل وإذاعة عن الأمل والطموح

يحيى البوليني
2021-08-21T13:35:44+02:00
اذاعة مدرسية
يحيى البولينيتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif30 يناير 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إذاعة مدرسية عن الأمل وتجنب اليأس
اعرف أكثر عن الإذاعة المدرسية عن الأمل وبعض الأحاديث والآيات القرآنية.

مقدمة إذاعة عن الأمل

ما أجمل ما قاله مؤيد الدين الأصفهاني في وصف الحياة الصعبة التي يحياها كثير من الناس حين قال:

أعللُ النفس بالآمال أرقبها * * * ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل

فما أضيق العيش لولا هذه الفسحة من الأمل! الذي يحتفظ به كل المتفائلين رغم ضيق حياتهم، ولولا هذا الأمل ما طابت لأحد حياة، فإذا نظرت إلى الحياة ورأيت ما فيها من مصاعب وآلام ونظرت إلى كل شئ، فستجد أنها بنيت على النقص لا الكمال، وعلمت أن الدنيا لم تكتمل لأحد، وأنه لولا الأمل بالله (سبحانه) ما كان لمخلوق أن يحيا ويسعد في هذه الحياة.

مقدمة إذاعة مدرسية عن الأمل والتفاؤل

والتفاؤل -عزيزي الطالب- هو النعمة التي منحنا الله إياها لنستطيع مقاومة عقبات الحياة، وهو القشة التي نتعلق بها لننجو في ظُلمات بحار اليأس والألم، وهو المُحرك الذي يضخ في شراييننا الوقود القدرة على التحمل في الحياة، وأيضًا هو الدافع لأن ننجر ونتقدم للأمام، فلا حياة بغير أمل وتفاؤل، وهذا هو سر الحياة.

فلولا التفاؤل ما استطاع البشر التقدم والتطور واختراع الأجهزة لتذليل العقبات في الحياة، فكل المخترعات والابتكارات، وكل وسائل الرفاهية البشرية قام بها متفائلون بأن هناك طريقة أفضل للحياة، وأن هناك أملًا في تغيير واقعهم وتذليل عقباتهم، والملاحظ أن ما استطاع مُتشائم أبدًا أن ينتج ويضيف للكون شيئًا، ولا أن يتقدم في حياته خطوة فضلًا على أن ينفع الناس.

والحق إن المتشائم عبء على الحياة ويزيد بوجوده أعباءها، فأنت إن لم تكن إضافة للحياة فيجدر بك أن لا تكون عبئًا عليها، فتخلص من تشاؤمك لتكون نافعًا لنفسك ومُجتمعك ووطنك.

وسوف نقدم لكم اذاعة مدرسية عن الأمل كاملة الفقرات.

إذاعة عن الأمل والطموح

 عن الأمل - موقع مصري

أما الطموح هو الشعور الذي يسبق كل نجاح ويصاحبه ويلازمه ويتبعه، فلولا وجود الطموح ما بلغ أحد غايته، ففي اللحظة التي لا تنظر تحت قدميك فقط، ولا تنظر إلى مشاكلك الحالية، ولا تنظر إلى العقبات التي تواجهك، وتجعل نصب عينيك نجاحك فقط ووصولك إلى غايتك حينما ترى نفسك على مرتبة النجاح والتكريم، فأنت -إذن- ناجح وطموح.

والإنسان الطموح لا يعرف اليأس إليه طريقًا لأن في حياة كل منا عقبات ومصاعب لكنه يرى العقبات بمنظور مُختلف، فيرى العقبات في طريقه كأنها درجات سُلم أو محطات أو جواز مرور إلى نجاحه، ويصعد عليها إلى إنجاز حلمه، ويعتبرها خطوات ضرورية ولازمة للمرور عليها لتحقيق إنجازاته، ومن دون العقبات لا يجد للنجاح طعمًا.

فالطموح هو الحافز الذي يبدأ بفكرة وينمو بعد ذلك داخل الإنسان الناجح، ويزداد قوة وشدة كلما اقترب من تحقيق الحلم، وكلما تغلب على عقبة من العقبات.

والإنسان الطموح – عزيزي الطالب- لا يتأثر بالتوافه من العقبات ولا تصرفه عن طريقه، ولا يزداد بوجودها إلا إصرارًا على بلوغ غايته، كمن كان حلمه تسلق جبلًا ضخمًا، فيتيقن أنه إذا تعب أو يئس وتوقف، فلن يحصل على أي شيء، وربما يقع فتتكسر عظامه، فيجعله يركز فقط على القمة ولا يرى سواها.

فقرة القرآن الكريم عن الأمل

إن صح أن يُقال أنه عند البحث عن أعظم كتاب للتفاؤل، فإنك لن تجد أعظم ولا أشمل من القرآن الكريم، لأنك لن ترى فيه آية ولا كلمة تدعو لليأس، بل على العكس تمامًا، فالقرآن كله آيات تدعو للتفاؤل والاستبشار، وهو مليء بالإشارات والمعاني والكلمات والمواقف التي تدعو للأمل والتفاؤل، وألتقط معك أيها الطالب الملئ بالأمل بعضًا منها.

من منا لم يقع في محنة أو لم يتألم من شيء أو لم يتعرض لأزمة ما؟ يعطيك القرآن آية يمكنها أن تدور حولها حياتك، يقول الله (عز وجل) فيها:

﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾.

فيقولها الإنسان في وقت اشتداد المحنة عليه وفي وقت الأزمة الخانق ووقت اشتداد كل أمر عليه، فهي تفتح باب الرجاء في تفريج الكرب وتبديل الأحوال وكشف كل كربة.

فربما تكون هناك منحة في المحنة، وربما يتكون اختبارا بسيطا ثم يعقبها الفرج ورفعة الشأن، فلا تدري أنت ما في المحنة من عطاء، ولا تدري تقدير الله عز وجل.

إذا نظرت إلى حال يعقوب (عليه السلام)، سترى إنه فَقَدَ ابنه الأحب إلى قلبه، ولا يعلم أحي هو؟ أم ميت؟ ثم يفقد الثاني عند عزيز مصر لاتهامه بالسرقة ثم يفقد الثالث حينما يرفض أن يعود إلى أبيه بعد القبض على الثاني لوعد وعده لأبيه أن يحافظ على أخيه، ويفقد يعقوب عليه السلام بصره من البكاء حُزنًا.
وبالرغم من كل الظروف التي تدفع كل إنسان إلى اليأس والقنوط وإلى كراهية كل شيء في الدنيا، نجده يوصي أبناءه في رحلة العودة إلى مصر للبحث عن أخويهم يوسف وأخيه

“يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ” [يوسف: 87].

هو الذي ينصحهم -رغم كل ظروفه- بعدم اليأس لأنه دائمًا ما يحدث نفسه متفائلًا بعودتهم جميعًا هُم الثلاثة قائلًا:

“عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم” يوسف (83).

وتعلم يعقوب الأمل والتفاؤل من جده الخليل إبراهيم (عليه السلام) حينما جاءته الملائكة ليبشروه بغلام عليم، وهو شيخ كبير وامرأته عاقر، فتعجب من قدرة الله، فقال الله (عز وجل) حاكيًا الموقف:

“قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ” [الحجر: 55-56].

تعجب إبراهيم عليه السلام من قولهم فهو متعجب فقط، ولم يتطرق اليه يأس ولا قنوط من رحمة ربه، كيف يقنط من رحمة ربه؟! وهو خليل الرحمن الذي لم يكن عن الارض وقت من الأوقات من يَعبد الله في الأرض غيره، وقال ابن عباس (رضى الله عنهما): “يريد ومن ييئس من رحمة ربه إلا الضالون، وهذا يدلُّ على أنَّ إبراهيم لم يكن قانطًا، ولكنه استبعد ذلك، فظنت الملائكة به قنوطًا، فنفى ذلك عن نفسه، وأخبر أنَّ القانط من رحمة الله ضالٌّ”.

فكان الخليل إبراهيم (عليه السلام) مستبشرًا ولم يكن أبدًا قانطًا من رحمة الله، وكيف يقنط من رحمة الله، وهو يعلم أن القنوط ضلال عن الهدى، وهو نبي الله نبي الهدى الذي كان أمة وحده.

وهذا أيوب (عليه السلام) الذي فقد كل أمواله ومات كل أولاده وتهدمت كل دوره وخسر كل مقتنياته، بل وفقد صحته فمرض لمدة طويلة تجاوز -بحسب ما قاله أهل التفسير-  الثمانية عشر عامًا، ورغم ذلك لم يفقد استبشاره وأمله في ربه (سبحانه)، بل إنه كان يستحي أن يطلب من الله الشفاء، وما قال إلا هذه الكلمة ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” الأنبياء (83).

ففرج الله عنه وأمره أن يضرب الأرض برجله، فأخرجت نبعين من الماء؛ واحد مغتسل بارد يغسل جسمه، فيعالج أمراضه الظاهرة، والآخر شراب يعالج أمراضه الباطنة، ووهب له أهله وماله وولده ومثلهم معهم.

وأنزل الله على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) عندما ضاق صدره لما انقطع الوحي هذه السورة

﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾، [الشرح: 5، 6].

وقال العلماء إن العسر واحد وإن اليسر يسران، فكل عسر يقابله يسران، وهذا تأكيد من الله سبحانه على عدم دوام العسر وإنه سوف ييسره وهذا يزيد من استبشار المؤمن وتفاؤله.

حديث شريف عن الأمل للإذاعة المدرسية

كذلك حفلت السُنة النبوية على أحاديث كثيرة تدل الاستبشار والتفاؤل والأمل لأن الرسول (عليه الصلاة والسلام) كان أكثر الخَلق تفاؤلًا وأملًا وثقة بربه، فمن أقواله (صلى الله عليه وسلم):

أمرنا رسول الله بأن نيسر للناس أمورهم ولا نعسرها، وأن نبشر الناس بالخير ولا ننفرهم من رحمة الله (سبحانه)، فعن أنس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا) متفق عليه.

لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان في كل أحواله سهلًا يسيرًا على الناس، وما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرها ما لم يكن إثمًا، وكان يعجبه الكلمة الحسنة والطيبة.

فأخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ أنسٍ (رضى الله عنه) أنَّ نبيَّ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قالَ: (لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ، ويُعجِبُنِي الفأْلُ: الكَلِمَةُ الحسَنَةُ، الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ).

فبالأملِ يذوقُ الإنسانُ طَعْمَ السعادَةِ، وبالتفاؤُلِ يحِسُّ بِبَهْجَةِ الحياةِ.

 وكره النبي (صلى الله عليه وسلم الذين) ينفِّرون الناس ويشقون عليهم، فقال (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الذي رواه الإمام مُسلم عن أبي هريرة (رضى الله عنه): (إذا قال الرجل: هلَك الناس، فهو أهلكهم).

فكرة المتشائمين الذين يقولون أن الناس هلكى وأنهم لا أمل لهم في الحياة ولا في رحمة الله، فمن قال ذلك فهو أول الهالكين وأول المُعذبين بسوء ظنه بالله (سبحانه وتعالى) وبسبب نظرته السوداء للناس وللأحداث.

وكيف لا وهو الذي روى عن ربه (سبحانه) هذا الحديث الذي يعتبر من أعظم أحاديث الرجاء والأمل والتفاؤل.

فعن أبي هريرة -رضى الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يقول الله (تعالى): (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري ومسلم.

ولما جاءه -صلى الله عليه وسلم- خباب بن الأرت وهو متألم أشد الألم من التعذيب، فاشتكي له ما يحل به من العذاب وكأنه قانط، فيحكي خباب بن الأرت

ويقول: شكونا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا، فقال: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)، رواه البخاري.

أي لا تفقد الأمل في الله وثق بنصره وبفرجه، وثق أن الله قادر على تغيير الأحوال التي تؤلمك وقادر على أن يزيلها، فما هي إلا اختبار من الله، ولا تتعجل فكل شيء خلقه الله بقدر وبأجل مسمى.

فعن تَمِيمِ الدَّارِيِّ (رضي الله عنه)، قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((لَيَبْلُغَنَّ هَذا الأمرُ ما بَلَغَ الليلُ والنَّهارُ، ولا يَتْركُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلاَّ أدخَلَهُ اللهُ هذا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أوْ بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بهِ الإسلامَ، وذُلًا يُذِلُّ اللهُ بهِ الكفرَ))؛ أخرجَه أحمدُ.

حكمة عن الأمل للإذاعة المدرسية

 عن الأمل - موقع مصري

حفلت كلمات الحكماء والوعاظ بكلمات كثيرة عن الأمل والتفاؤل ورجاء رحمة الله (سبحانه وتعالى) وانتظار الفرج والفرح، ومن هذه الكلمات:

قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود (رضى الله عنه): (الكبائر أربع: الإشراك بالله، والقنوط من رحمة الله، واليأْس من رَوح الله، والأمن مِن مكر الله). فالقنوط من رحمة الله ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب والمعاصي، وكذلك اليأس من رحمة الله من الكبائر أيضا لسبب مهم لعمران الأرض.

لأن القنوط من رحمة الله يغلق الأبواب على المُذنب الذي أذنب مرة، وبالتالي يتمادى في ذنوبه ومعاصيه ويفجر أكثر، ولأنه لا يطمع في مغفرة الله في الآخرة يلجا إلى فعل كل المعاصي والمُحرمات في الدنيا لعلمه بعدم وجود نصيب له في الآخرة، وبالتالي تفسد الدنيا إذا امتلأت بالقانطين من رحمة الله.

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضى الله عنه): “من جرى في عنان أمله عثر بأجله”، فإن الأمل يدعو إلى السعي في الدنيا لتحقيقه، ومن سار على الدرب وصل، ومن أدام الطرق أوشك أن يفتح له الباب، ألم تر أن الله يرزق كل دابة في الأرض، ولكن لا تمطر السماء ذهبًا ولا فضة بل لا بد من السعي ليحصل كل كائن على رزقه.

وذلك تصديق حديث النبي الكريم، فعن عُمَرَ بن الخَطَّابِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَاناً» (رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِي السُّنَنِ.

فبين هنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن الرزق لا يأتي للجالس الساكن في بيته أو عشه بل يتطلب من الطير أن تغدو وتروح أي لا بد من السعي لتحقيق الرزق.

ويقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضى الله عنه) أيضًا: ” كل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج”، أي أن كل الحوادث الصعبة التي يمر بها الإنسان إذا تناهت أي صعبت وقربت من نهايتها واشتدت فالفرج يلحقها مباشرة، فأشد لحظات الليل ظلمة هي اللحظة التي تسبق طلوع الفجر، وأشد قوة للحبل الملتف حول الإنسان إذا أوشك على الانقطاع، فلا يأس ولا قنوط وكيف ييئس الإنسان وربه القادر على كل شئ معه؟!

ومن كلمات الحكماء المعاصرين عزيزي الطالب نتخير تلك الكلمات:

توجد كلمة منثورة في الحكمة الصينية القديمة تقول (طريق الألف ميل تبدأ بخطوة)، فإذا نظر السائر للطريق ذي الألف ميل استصعب الأمر وربما يئس، ولكنه إذا نظر إلى كل خطوة يخطوها يشعر بالإنجاز القليل الذي يضاف إلى الإنجاز القليل الذي يليه ليحقق الإنجاز الكبير الذي يرنو إليه.

الهرم الشاهق يتكون من أحجار صغيرة، فكل حجر في إنجازاتك يصل بك في النهاية إلى الهرم الكبير، فلا تيأس من بلوغ أهدافك.

حياتك عبارة عن قصة من عدة فصول، فإذا كان فيها فصل سيء، فلا يعني ذلك نهايتها لذلك، توقّف عن إعادة قراءة هذا الفصل، وافتح صفحة جديدة.

وهكذا لا تيأس فباب الأمل مفتوح في تحقيق الغايات وإنجاز الأمنيات.

 قصة قصيرة عن الأمل للإذاعة المدرسية

القصة الأولى:

ترى لو تخيل كل منا لحظة قيام الساعة، وإذا علم يقينًا أن هذه اللحظة هي لحظة قيام القيامة، وفي يده فسيلة نخل كان يزرعها، فهل يتركها ليؤدي أن عمل آخر؟

لقد نصحنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذك المسلم، فعن أنسٍ أن النبيَ (صلى الله عليه وسلم) قال: ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها)). أخرج أحمد وصححه الألباني.

إنه يدعو إلى الإيجابية والأمل والطموح حتى آخر لحظة في الحياة، فالفسيلة هي زرع النخلة، والنخلة لا تثمر إلا بعد عشرات السنين، أي أن هذه الفسيلة لن يأكل منها إنسان أو حيوان أو طير، إذن لماذا نزرعها؟ للتمسك بالأمل في آخر لحظة لكي يكون كل منا إيجابيًا حتى النهاية.

فإذا كان هذا المُسلم مُطالبًا بأن يظل يعمل حتى هذه اللحظة فبالأحرى كل منا، وحري بنا جميعًا إلا نلقي ما في أيدينا ونيأس مهما كانت العقبات.

القصة الثانية:

أن قيمة كل منا ما يتمناه لنفسه، وقيمتنا تتحدد بعلو وسمو أهدافنا وطموحاتنا، فمن كان همه الدنيا فقيمته في الدنيا، ومن كان همه الآخرة فقيمته في الآخرة أعظم، ففي مجلس جمع عدة رجال من الصحابة والتابعين تمنى كل منهم أمنية، فيقول عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اجْتَمَعَ فِي الْحِجْرِ مُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالُوا: ” تَمَنَّوْا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلافَةَ، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي الْعِلْمُ، وَقَالَ مُصْعَبٌ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعَ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسَكِينَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، قَالَ: فَنَالُوا كُلُّهُمْ مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ ”. (حلية الأولياء وصفة الصفوة).

هذه هي الهموم التي ترتب البشر، وهذه هي الأمنيات التي تمناها كل منهم، وقد حققت أمنيات الجميع في الدنيا، ولعل المَخفي قد تحقق لعبد الله بن عمر (رضى الله عنهما).

القصة الثالثة:

رغبة ربيعة بن كعب (رضى الله عنه) حينما سمح له وخيره الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أن يطلب منه أي طلب وسيحققه له، فماذا تمنى من أمنية وماذا كان همه وغايته؟ فيقول رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ: ”كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: سَلْ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ، بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ”. (مسلم).

انه الأمل الأسمى والطموح الأعلى أنه مُرافقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الجنة، ولم يكن له من طلب غير هذا الطلب ولا رغبة غير هذه الرغبة.

قصة شقيق البلخي مع إبراهيم بن أدهم: كن أنت اليد العليا.

شقيق البلخي يسافر كثيرًا للبيع والشراء، وفي يوم من الأيام أخذ يستعد لرحلة تجارية جديدة، وذهب مودعًا لأخيه في الله إبراهيم بن أدهم قبل أن ينطلق في رحلة سفره لأن السفر يمكن أن يغيب في شهورٍِ ليطلب منه الدعاء بالتيسير في رحلته

لكن فوجئ إبراهيم بأن شقيق البلخي يُصلي معه في المسجد بعد أيام قليلة، وهو ما تعب له كثيرًا وظن أن مكروهًا قد حل بشقيق وسأله متلهفًا: ماذا حلّ بك هل حدث لك مكروه؟ ما الذي منعك من سفرك واضطرك لقطع رحلتك؟

فطمأن شقيق أخاه إبراهيم، وقال له: رأيت في بداية هذه الرحلة مَشهدًا عجيبًا، وعندما رأيته ألغيت رحلتي وعدت إلى بيتي.

فتعجب إبراهيم  من كلامه وسأله: خيراً ماذا رأيت من المشهد الذي جعلك تغير قرارك تمامًا وتعود إلى بيتك؟

قال شقيق: بعد مضي وقت قليل من السفر استرحنا في أول مكان، فرأيت المشهد التالي:

رأيت طائرًا لا يطير ولا يتحرك إلا قليلًا، فدققت النظر واكتشفت أنه أعمى لا يرى كسيح ليس له قدمان، فتعجبت وسألت نفسي قلت كيف يظل هذا الطائر على قيد الحياة من أين يأكل في هذا المكان البعيد عن العمران، وهو لا يرى شيئًا ولا يتحرك بجناحيه ولا بقدميه؟

وشغلني هذا الامر كثيرًا، وظللت أتابع هذا الطائر، وبعد برهة قصيرة جاء طائر آخر مُبصر قوي مسرعًا للطائر الكسيح الأعمي ويطعمه في فمه، وظللت أنظر مُتفكرًا في رحمة الله وقلت في نفسي إن الله قادر على أن يضع الرحمة في قلب طائر لياتي بالرزق لطائر كسيح أعمى في هذا المكان البعيد النائي، فالله الرازق سيرزقني وسوف يوصل إلي رزقي، وأنا في بيتي دون عناء أو تعب، فلهذا قررت العودة من السفر”.

وهنا زاد تعجب ابراهيم من الاستفادة الغريبة الذي استفادها شقيق من المشهد، فبادره بالسؤال قائلًا: إن أمرك عجيب يا شقيق، لماذا قبلت على نفسك أن تكون في موضع الطائر الكسيح الأعمى، وقد أعطاك الله من النعم ما يجعلن مثل الطائر الصحيح؟ لماذا ترضى لنفسك أن تكون من أصحاب اليد السفلى، وبإمكانك أن تكون من أصحاب اليد العليا، ألا تعلم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) “اليد العليا خير من اليد السفلى”

أي لماذا استفدت من الدرس الذي ساقه الله إليك بإن تكون أنت صاحب اليد السفلى، لمَ لا تفكر أن تكون صاحب اليد العليا الذي يَعطي ولا يُعطى، ويَمنح ولا يُمنح؟!

وحينئذ شعر شفيق أنه كمن أفاق من غَفلة، فقبل يد إبراهيم، وقال له : أنت أستاذنا يا أبا إسحاق لقد أعطيتني درسًا لن أنساه”، وعاد من فوره إلى تجارته وسفره.

قصيدة شعر عن الأمل والتفاؤل للإذاعة المدرسية

 الصباح عن الأمل - موقع مصري

حف الشعر العربي بأشعار كثيرة جدًا عن الأمل والتفاؤل ودم الخمول واليأس، منها:

  • أبيات “إيليا أبو ماضي”:

أيها الشاكي وما بك داء *** كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس *** تتوخى قبل الرحيل رحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى *** أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل  ***  من يظن الحياة عبئاً ثقيلاً

  • من أجمل الأبيات التي تنسب للإمام الشافعي وهي التي تخاطب صاحب الهم ليطمئن وليعلم أن فرج الله قريب.

يا صاحب الهم إن الهم منفرج … أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانًا بصاحبه … لا تيأس فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة … لا تجزعن فإن الصانع الله
فإذا بُليت فثق بالله وارض به … إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من أحد … فحسبك الله في كلٍ لك الله

كلمة الصباح عن الأمل والطموح للإذاعة المدرسية

أعزائي الطلاب يقسم الله عز وجل في كتابه بالصبح وعندما يقسم الله بمخلوق من مخلوقاته دل على أنه عظيم فيقول “وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ” سورة التكوير (18) , وقال القرطبي في تفسيره لهذه الآية ” والصبح إذا تنفس أي امتد حتى يصير نهارا واضحا, ومعنى التنفس : خروج النسيم من الجوف ”

فالصباح هو النعمة المتجددة كل يوم لتمنحنا الأمل في كل جديد, ففي كل صبح جديد يولد أمل جديد , ومع إشراقة كل صباح يولد الأمل في تحقيق حلم جديد , ومادام الصبح يشرق بالخير كل يوم فلابد لأن يزداد التفاؤل بتحقيق الإنجازات الجديدة وبانتهاء آلام طالما أوجعتنا وبتفريج كروب طالما أرقتنا .

ورغم أن إشراق الصباح يتكرر كل يوم إلا أنه يحمل لنا في كل يوم جديدا فلا يأس ولا خنوع ولا سلبية.

فأحسن الظن بربك تعالى الذي يقول في حديثه القدسي ما رواه أبو هريرة  رضي الله عنه  قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ” رواه البخاري ومسلم وفي رواية للإمام أحمد بإسناد صحيح فيها زيادة ( فليظن بي ما شاء )

ويؤكده النبي صلى الله عليهم وسلم أن حسن الظن بالله هو عبادة بل هو من حسن العبادة فيقول ” إن حسن الظن بالله من حسن العبادة” رواه الترمذي .

فباب الأمل يفتح لك صبح فلا تغلقه بسوء ظنك بربك ولا نغلقه باليأس والنظرة السوداوية وكن متفائلا وثق بربك أنه قادر على تغيير ما يسوؤك إلى ما يسعدك لأنه مالك الملك لا راد لأمره ولا معقب لحكمه .

فقرة هل تعلم عن الأمل للإذاعة المدرسية

هل تعلم أن ألبرت أينشتاين أشهر العلماء والعباقرة، كان في طفولته يعتبره معلموه غبيًا ويوبخونه دائمًا لقلة تحصيله الدراسي ولم يستطع تعلّم القراءة والكتابة حتى سن الثامنة، وكافح حتى أصبح أحد أهم وأشهر علماء الفيزياء على مر التاريخ، وقَدم نظرية النسبية للمجتمع.

هل تعلم أن الدكتور السعودي عبد الله الناهسي تمسك بالأمل والطموح فتحول من العمل كحارس أمن بجامعة الملك سعود أثناء دراسته الجامعية، إلى أن أصبح أستاذاً جامعياً وذلك في ثمان سنوات فقط؟

هل تعلم أن السيدة السعودية حصة العبد الله بدأت من الصفر ولم ترث من أبيها إلا منزلين، فكانت تؤجرهما وأصبحت الآن تمتلك ثروة عقارية في كافة مُدن السعودية مثل مكة والمدينة وغيرهما، وتحصل من هذه الاستثمارات على ملايين الريالات؟

هل تعلم عزيزي الطالب أنه ما من إنسان مشهور وناجح إلا ومَر عليه موقف كثيرة من الفشل والتعثر، ولكن كلمة السر كانت في الاستمرارية واستكمال الطريق وعدم اليأس، كما أدعوك للبحث عن قصصهم المُلهمة التي تطرد عنك أي ملمح من الكسل واليأس والقعود.

خاتمة عن الأمل والطموح للإذاعة المدرسية

أيها الطالب تمسك بالأمل ولا تترك العمل، فالإنسان الذي يطمح إلى تحقيق شيء ويتمناه لا بد أن يعمل ويسعى جاهداً لتحقيق أمله ومراده وتذكر دومًا: “من جَدّ وجد، ومن زرع حصد، ومن طلب العلى سهر الليالي”، وخذ بنصيحة الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية -رحمه الله-: “احذر أن تكون أهدافك مجرد آمال وأمنيات أو رغبات؛ فتلك بضاعة الفقراء”، وخذ بالأسباب مع توكلك على الله فقد علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التوكل بالقلب ومع العمل بالجوارح.

فعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: ”اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ” (الترمذي وحسنه).

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليقان

  • دلوعه امهادلوعه امها

    ماشالله ابداع وتميز اشكركم لأنكم ساعدتموني اشكركم من كل قلبي 😘😊

  • محمد صالح القينيمحمد صالح القيني

    اذاعه روعه وهي جميله ولكن لاتوجدمعهاانشاد لو سمحتم اكتبوا اناشيد