أكثر من 10 أدعية للسفر ودعاء الريح والصوم والعطس والعزاء وزيارة المريض

يحيى البوليني
2020-02-20T22:02:41+02:00
اسلاميات
يحيى البولينيتم التدقيق بواسطة: Mirna Shewil20 فبراير 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات

أذكار عن السفر والصيام وزيارة المريض
الأذكار المختلفة للمسلم الصحيح

ما أيسر الطريق إلى الله! فهو سهل ميسور لمن أراد أن يقترب من ربه ويعمل على طاعته ورضاه، فمن يرد أن يقترب من الله، فسوف يقترب الله منه ويعينه ويوفقه.

فقد قال الله (تعالى): “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”. العنكبوت (69)؛ أي أن الله سيهديه إلى الطريق الأيسر والأقرب للوصول إليه، ولن يتركه الله (سبحانه) بلا مُعين لأنه أخبر بذلك في حديثه القدسي.

دعاء السفر

دعاء السفر يقُولُه المُسافر قبل أن يشرع في سَفره في اللحظات الأخيرة له في مكانه الذي سيسافر منه، أو عند أول طريق السفر.

السفر هو الانتقال من مكان إلى آخر ففيه استفادات كثيرة للإنسان، وكثيرًا ما يخشاه الإنسان ويقلق منه لانتقاله من المكان الذي يألفه وينتقل إلى مكان آخر لم يعرفه ولم يألفه، وبالتالي يطمئن الإنسان قلبه بذكر الله الذي بذكره تطمئن القلوب.

فيقول أدعية منها:

عندما يركب وسيلة موصلاته سواء كانت سيارة أو طائرة أو أي دابة أخرى “الله أكبر الله أكبر الله أكبر سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ”

ثم يدعو ” اللّهمّ إنّا نسألُكَ في سَفَرِنَا هذَا البِرّ والتّقْوَى، ومِن العَمَلِ مَا تَرْضَى، اللّهمّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرِنَا هذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَه، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَر وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ والولد”.

يدعو أن يعينه الله على الالتزام بالبر والتقوى في سَفره، فالسفر يكشف الوجه الحقيقي لالتزام الإنسان بالتقوى عندما يكون في مكان لا يعرفه أحد، فيمكن أن تتغير سلوكياته تمامًا، فيدعو الله أن يثبته على إيمانه وتقواه.

ويدعو الله بتهوين مَشقة السفر عليه، فالسفر قطعة من العذاب، كما وصفه النبي (صلى الله عليه وسلم)، فعن أبي هريرة (رضى الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته؛ فليعجل إلى أهله” متفق عليه.

والمسافر الذي يترك أهله وماله وأرضه يكون قلقًا عليهم؛ فيستودعهم الله (سبحانه) ويدعو أن يخلفه الله فيهم فلا يرى عند عودته فيهم بأسًا يؤلمه، كما يدعو أنه لا يجد في المكان الذي سيذهب إليه شيئًا يكره رؤيته ويزعج روحه.

هذا هو دعاء السفر وقد لبَّى كل ما يحتاجه المسافر، ويفكر فيه ويقلقه وهذه من جوامع دعائه (صلى الله عليه وسلم).

والدعاء لا يكون من المُسافر فقط، فالمودع الذي يودع مسافرًا يدعو الله له ويستودعه عند الله (سبحانه) ويذكره بعهده الذي فارقهم المُسافر عليه كانِ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) إذا ودع أحدا من صحابته يقول: “أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ”. رواه أبو داود.

وحين كان يودع جماعة من الناس كجيش يذهب للجهاد يقول الصحابي عبد الله بن يَزِيد الخَطْمِي (رضى الله عنه): “كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَوْدِعَ الْجَيْشَ قَالَ: (أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ)”  صحّحه الألباني.

ويقول أبو هُرَيْرَةَ (رضى الله عنه) قال: “وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: (أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ) رواه ابن ماجة وصحّحه الألباني.

وكان يكثر من الدعاء للمُسافر فعن أنس بن مالك (رضى الله عنه) قَالَ: “جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي قَالَ: “زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى”، قَالَ زِدْنِي قَالَ: “وَغَفَرَ ذَنْبَكَ”، قَالَ زِدْنِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ: “وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ”، رواه التّرمذي وصحّحه الألباني.

الدعاء عند العودة للأهل والديار يقول المسلم نفس دعاء السفر السابق، ولكنه يضيف عليه دعاء خاصًا بعودته “وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ” رَوَاهُ مُسْلِمْ، وهكذا كان يفعل (صلى الله عليه وسلم) إذا عاد من غزو أو حج أو عمرة.

ما يقال عند سماع نهيق الحمار ونباح الكلاب

أثبت العلم الحديث أن هناك موجات تُسمى بالموجات تحت السمعية لا تستطيع أذن الإنسان أن تسمعها بينما يمكن أن تسمعها الحيوانات،، ألا تثبت هذه الحقيقة قول النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي نقله لنا جابر بن عبد الله: “إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ، وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا تَرَى مَا لَا تَرَوْنَ …” رواه البخاري في الأدب المفرد.

وأكده الحديث الذي جاءنا عن أَبِي هُرَيْرَةَ (رضى الله عنه)، أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم)، قَالَ: “إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا” رواه البخاري.

والأرض ينزل عليها كل يوم الشياطين والملائكة على حد سواء، فينبغي علينا أن نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند سماع نهيق الحمير ونباح الكلاب لأنها ترى شيطانًا من الشياطين يمر أمامها، كما ينبغي علينا إذا سمعنا صياح الديكة أن نسأل الله من فضله العظيم لأنها قد رأت ملكا من الملائكة، فنستغل فرصة مرور الملك لعله يحمل دعوتنا إلى الله.

دعاء الريح

الريح جندي من جنود الله، يتحرك بأمر الله وحده، يرسله ربنا رحمة لعباد ونقمة لآخرين، فيقول (سبحانه) عن ريح الرحمة: “وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ” الأعراف 57

ويقول ربنا عن ريح العذاب حين أهلَك بها قوم عاد: “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ” الحاقة 6، 7.

ويحذرنا ربنا (سبحانه) من أن الريح كجندي مسخر ومستعد لتلقي الأمر من الله فقال: “أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ۙ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا”.

ولذا كان رسول الله يظهر عليه تغير الوجه والقلق الشديد حين تهب الريح عاصفة، فيدخل ويخرج خشية أن تكون عاصفة غضب من الله لتهلك البشر، ولا يهدأ إلا بعد أن تمطر، فتقول السيدة عائشة (رضى الله عنها): كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا رأى مُخيلة في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سُرِّي عنه، فعرَّفَتْه عائشة ذلك، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): “ما أدري، لعله كما قال قوم: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ﴾ الأحقاف: 24 ” رواه البخاري

ويوضح ذلك في الحديث الذي رواه مسلم بقوله: “يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذابٌ، قد عُذِّب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذاب فقالوا: (هذا عارضٌ ممطرُنا)”

ولا يجوز سبَّ الريح لأنها مأمورة، والله (سبحانه) هو الذي يأمرها فكأنك لا تسبها وتسب الله (عز وجل)، والعياذ بالله.

فعن أُبَي بن كعب (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):  لا تسبُّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمِرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أُمِرت به”، رواه الترمذي.

ووضح ذلك الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث قالت أبو هريرة (رضى الله عنه): سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: “الريح من رَوْح الله (تعالى)، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسُبُّوها، واسألوا اللهَ خيرَها، واستعيذوا بالله من شرها” رواه الترمذي.

دعاء نزول المطر

والمطر أيضا كالريح جندي من جنود الله يرسله الله رحمة بأقوام وعذاب لغيرهم، فقال في كتابه فسماه (سبحانه) غيثًا في قوله (تعالى): “وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ”، الشورى (28)، وأهلك به قوم نوج عليه السلام فأغرقهم حيث قال فيهم:  فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ” القمر (11).

وقد علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن وقت نزول المطر من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء وأوصانا بالإكثار من الدعاء فيه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “اثنتان لا تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر”، رواه الحاكم وحسنه الألباني.

وعلى هذا فوقت نزول المطر فرصة لا ينبغي أن يضيعها المسلم، فيدعو لنفسه ولأحبائه ولأمته بما شاء أن يدعو من الخير في الدنيا والآخرة.

فيدعو المسلم بمثل هذا الدعاء، فيقول: “اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ‏وأعوذ‎ ‎بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به”.

وإذا اشتد المطر وتكاثر وخشي على نفسه وأهله وممتلكاته يقول: “اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ”.

وبَعد المطر يُحذر المُسلم من أن يقول أن سبب المطر هو نوء كذا أو كذا، بل ينسب الفضل فيه لله وحده، فلا ينزل المطر بأمر النوء بل بأمر الله، فهناك نهي وتحذير شديدان عن الخطأ في هذا القول.

فعن زيد بن خالدٍ الجهني قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الصبح بالحديبية في إثر السماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: “هل تدرون ماذا قال ربكم؟”، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: “قال: أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ، فأما مَن قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنَوْء كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب”، رواه البخاري ومسلم.

دعاء زيارة المريض

influenza 156098 1280 - موقع مصري

دعاء المريض

حينما يمرض المسلم يجب أن يعلم أن مرضه له إما كفارة عن ذنوبه وخطاياه وإما رفع لدرجاته، وأن يعلم أيضا أنه لن يصاب بأي ألم صغير أو كبير إلا وهوا في ميزان حسناته، فعن أبي هريرة (رضى الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” رواه البخاري وعن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة (رضى الله عنه)ما أنهما سمعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: “ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته (رضى الله عنه)”.

والمؤمن يتقلب في فضل الله بين السراء والضراء وكلاهما خير له، فعن صهيب (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شَكر، فكان خيراً له! وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له”، رواه مسلم.

وحق للمريض المسلم على إخوته المسلمين أن يزوروه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضى الله عنه) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): “حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وللمُسلم الذي يعود (أي يزور) أخاه المسلم أجر عظيم فعن علي (رضى الله عنه) قال: “سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً، إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً، إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةَِ»”، رواه الترمذي وصححه الألباني، أي إذا زار أخاه المريض في الصباح صلى عليه (أي تفرغ للدعاء له) سبعون ألف ملك حتى المساء، وإذا زاره مساءًا دعاء له سبعون ألف ملك حتى الصباح.

أما ما يقوله الزائر للمريض، فلا بد أن يسمعه كلمة الدعاء بالشفاء في أكثر من صيغة منها:

  • تقول: لا بأس طهور -إن شاء الله- كقول ابن عباس (رضى الله عنهما): “وَكَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ: “لَا بَأْسَ، طَهُورٌ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ” رواه البخاري (طَهور: بفتح أوله أي مرضك مطهِّر لذنبك إن شاء الله).
  • تقول: “اللهم اشفه، اللهم عافه، اللهم اكشف ضره”.
  • تقول أيضًا: “أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك (سبع مرات)، ويُستحب أن تضع يدك على موضع الألم منه وتسميه باسمه فتقول: أن يشفي فلانا باسمه فذلك أطيب لقلبه، فيقول ابن عباس (رضى الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ” رواه أبو داود وابن حبان وصححه الألباني.
  • أن تقول كما كان الرسول يدعو للمريض أو المعيون والمحسود: “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَاسَ اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا” رواه البخاري، ولعلك تلحظ أنه كرر كلمة الشفاء في الحديث خمس مرات.

دعاء العطاس

من آداب المُسلم عند العطَّاس أن يحمد الله (سبحانه) لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمرنا بذلك، فعن أبي هريرة (رضى الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم)  قال: “إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقًا على كل مُسلم سَمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب، فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم، فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان” رواه البخاري.

واختلفت صيغ ما يقوله العاطس، وإن كانت كلها تدور حول حمد الله، فليتخير منها ما شاء، فمنها أن يقول: “الحمد لله رب العالمين” أو “الحمد لله على كل حال”، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضى الله عنه) عَنْ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: (إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلْ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَيَقُولُ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ)، رواه أبو داود وصححه الألباني.

والرد على العاطس اسمه في الشرع (تشميت العاطس) بقول يرحمكم الله، ولكن بشرط أن يحمد العاطس الله، فلا يشمت من لم يحمد الله، وذلك لما جاء عن ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ (ﺭﺿى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ) ﻗﺎﻝ: ﻋﻄﺲ ﺭﺟﻼﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وسلم) ﻓﺸﻤﺖ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻤﺖ الآﺧﺮ، فقال ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺷﻤﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻢ ﺗﺸﻤﺘﻨﻲ، ﻗﺎﻝ: “ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺣَﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ”، ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.

ويرد العاطس على من شَمته بأدعية يتخير منها ما شاء، منها:

  • “عافانا وعافاكم الله من النار يرحمكم الله”، فعن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول إذا شُمِّت: “عافانا الله وإياكم من النار، يرحمكم الله”، رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
  • “يرحمنا الله وإياكم ويغفر لنا ولكم”، لما روي عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ (رضى الله عنهما) كَانَ إِذَا عَطَسَ فَقِيلَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ: يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ، وَيَغْفِرُ لَنَا وَلَكُمْ” رواه مالك في الموطأ.
  • “يهديك الله ويصلح بالكم”، لما ذَكره أبو هريرة (رضى الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إِذَا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الـحَمْدُ للَّـهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ لهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، ويُصْلِحُ بَالَكُمْ”، رواه البخاري.

دعاء العزاء

كتب الله لنفسه الدوام والبقاء، بينما كتب على كل خلقه الموت والفناء، فقال الله (سبحانه): “كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ” الرحمن 26-27.

لذا كتب على عبادة تعزية بعضهم في أمواتهم، فالمُصاب بمصيبة موت قريب أو حبيب يلازمه الحزن، وربما يفقد صبره فينبغي على إخوانه وجيرانه وأحبابه أن يذكروه بجزاء الصبر حتى يهدأ قلبه، وهذا واجب المُسلمين وهكذا كان يفعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وليس في التعزية كلمات مخصوصة مأمور بها من النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولذا فالمسلم مُخير في أن يقول ما شاء مما يحمل معاني التصبر والتحمل والرضا بقضاء الله والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، فمثلًا يمكن أن يقول لأهل الميت: “أحسن الله عزاءكم وجَبر مصيبتكم وغفر لميتكم”.

ومن أفضل ما يمكن أن يصبر المُصاب على مصيبته هو قول الرسول (صلى الله عليه سلم): “إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ”، رواه البخاري ومسلم.

أما قول “البقية في حياتك” فهو لفَظ لم يَرد لا عن رسول الله، ولا عن أحد بعده من أهل العلم، وليس له معنى، فلا المُعزِّي باق ولا المُعزَّى أيضًا، فكلنا راحلون فلا بَقية لنا، وكما قال الشافعي -رحمه الله-:

إني معزيكَ لا أنيِّ على ثقةٍ … مِنَ الخُلودِ، وَلكنْ سُنَّةُ الدِّينِ

فما المُعَزِّي بباقٍ بعدَ صاحِبِهِ … ولا المُعَزَّى وإنْ عاشَا إلى حَينِ

أذكار الصيام

ramadan 2380407 1280 - موقع مصري

الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام في شهر رمضان وكل مُسلم مطالب بصيامه، فكل مُكلف مأمور بالصيام ما لم يكن هناك عذر من الأعذار المُبيحة للفطر وهي محددة معلومة.

أذكار الصائم قبل الإفطار

وشهر رمضان فرصة للأدعية التي نرجو إجابتها لأن العبد يكون فيها قريبًا من ربه (تبارك وتعالى)، ولعلنا نلمح هذا من وجود آية الدعاء بين آيات الصيام في سورة البقرة، فبعد الآية الكريمة التي أمرنا الله فيها بصيام الشهر بقوله:

“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”. البقرة 185

تليها مباشرة آية الدعاء فيقول (عز وجل):

“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. البقرة ﴿186﴾، وكأن الله يقول لنا إن الصيام والدعاء قرينان، فإذا ذُكر أحدهما ذُكر الآخر.

وأفضل أوقات الاستجابة في رمضان ثلاثة:

  • في أول أوقات النهار أي الوقت الذي يعقب صلاة الفجر.
  • في اللحظات الأخيرة في نهاية اليوم قبل المغرب مباشرة.
  • في وقت السحر وهو آخر ساعة قبل أن يؤذن للفجر.

فهي أوقات فاضلة للدعاء وحبذا أن تخلو بنفسك فيها، فتدعو لنفسك ولأهل بيتك ولأحبائك من الأحياء والأموات لعل دعوة واحدة يستجيبها الله، فتكون فيها النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.

ما يُقال عند الإفطار

للصائم في شهر رمضان مِنحة من الله (سبحانه)، فله دعوة مستجابة عن فطره وذلك كل ليلة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ (عز وجل) وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ”.   رواه الترمذي وصححه الألباني.

فعلى الصائم أن يَقبل المنحة ويغتنمها، وليكن أول ما يقوم به أن يقول عند فطره، كما كان يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعن عبد الله بن عمر (رضى الله عنهما) قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا أَفْطَرَ قَال: ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ رواه أبو داوود وحسنه الألباني.

ويَحسن بكل مسلم أن يهتم في دعاءه عند فطره بدعاء: “اللهم اعتق رقبتي ورقبة والدي من النار” ويسمي بعد ذلك من يشاء في هذا الدعاء لأنه ورد عَنْ جَابِرٍ (رضى الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ  رواه ابن ماجه وصححه الألباني، لعل دعوته تستجاب في ليلة فيكون فيها عتق لرقبته ورقبة أحبابه من النار.

والعتق من النار ليس مقتصرًا على وقت الإفطار فقط بل في الشهر كله، فينبغي الإكثار من هذه الدعوة طوال الشهر حيث قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): “ولله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مستجابة”.  رواه أحمد وصححه الألباني.

ما يقوله الصائم إذا سبّه أحد

شيء محزن يحدث عند الكثيرين في الصيام حيث تجدهم في أقصى درجات الغضب وعدم تحمل الآخرين بدعوى أنهم صائمون، بل الواجب على المُسلم على العكس تمامًا مما يفعلونه، فينبغي أن يكون للصيام تأثير إيجابي على السلوك العام للمسلم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضى الله عنه): أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ” متفق عليه.

فيجب على المسلم أن لا يرد الإساءة بمثلها فضلًا عن أن يمد يده هو بالإساءة لغيره، ومن يتساوى يوم فطره من يوم صومه في تصرفاته فقد ضيع حكمة الصيام، فكيف بمن تكون أخلاقه أسوأ في الصيام؟!

فلو سابَه أحد أو شاتمه في يوم صومه؛ فيجب أن يتحلى بالصبر والحلم ولا يجاريه في السبَ والشتم بل يجب أن يصبر نفسه ويذكرها بقوله إني صائم إني صائم ليحتسب ذلك الأذى وصبره عليه في ميزان حسناته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *